"تاريخ الأدب العربي الحديث": قراءة تقود إلى الحاضر

18 سبتمبر 2022
عمر الجمني/ تونس
+ الخط -

كثيرة هي الكتب التي تناولت تاريخ الأدب العربي بعصوره الكلاسيكية الأولى، ربّما يعود هذا إلى أنّ دور المؤرّخين ينشطُ بعد هدأة ما يؤرّخون له من أحداث، سواء كانت أدبية أو غيرها. بالمقابل فإنّ العصر الحديث ما زالَ مُشكَّلاً على القراءة التاريخية المدرسية، من حيث التقسيم، والعصور، والأعلام. وعليه ليست كثيرة الاشتغالات التي تُطالعنا في هذا الصدد.

"تاريخ الأدب العربي الحديث" عنوان الكتاب الصادرة ترجمتُه مؤخّراً عن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة، وساهم في تأليفه صبري حافظ، وهيلاري كلياتريك، وعلي الراعي، وروجر ألن، وآخرون، في حين حرّره محمد مصطفى بدوي، ووقّع ترجمته عبد المقصود عبد الكريم. 

ينطلق الكتاب من محاولة للنظر في الحقبة التاريخية الحديثة، وتأطيرها أوّلاً، ومن ثمّ البحث في إنتاجاتها الأدبية المتنوّعة والمختلفة. لذا، فالبداية جاءت بالتفصيل في النهضة العربية الأدبية التي أدّت إلى ظهور التيار الكلاسيكي في القرن التاسع عشر، أو الإحيائيّين الذين اتبعوا مناهج التراث الشعري، ومن ثمّ برز الرومانسيون في المشهد الأدبي مطالع القرن العشرين ونصفه الأوّل.

تاريخ الأدب العربي الحديث - القسم الثقافي

يتناول الكتاب، أيضاً، الفن الجديد الذي أخذ يتبلور في تلك الحقبة، أي الرواية، وإن كانت ما تزال في مراحلها الجنينية آنذاك. وفي المقدمة يلفت المُحرّر إلى أنّ مفهوم القطيعة مع التراث في مرحلة النهضة لم يكن حاضراً بشكل قوي، لذا يمكن اعتبار النهضة متّصلة مع التراث بشكلٍ أو بآخر.

ومن الأسباب المُباشرة التي يُشير إليها الكتاب في التأسيس للنهضة، هو دخول المطبعة التي لعبت دوراً في انتعاش حركة الترجمة، وبزوغ الصحافة. وبالأخصّ "المطبعة الأميرية" التي أنشأها والي مصر محمد علي، حيث طُبعت من خلالها ترجمات الأعمال الكلاسيكية الأوروبية.

أمّا تقسيمات العصر الحديث، فينبّه المحرّر إلى أنّ ثلاث مراحل كبرى يُمكنُ تحديدها فيه، الأولى تمتدّ من عام 1834 وحتى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، والثانية هي فترة ما بين الحربين وفيها بدأت النزوعات الرومانسية بالظهور، والثالثة تمتد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى يومنا الحاضر.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون