"المتجوّل": مفارقات موليير ومسرحه

17 اغسطس 2021
(من العرض)
+ الخط -

يعود المخرج المصري إسماعيل إبراهيم في مسرحية "المتجوّل" إلى سيرة الكاتب المسرحي الفرنسي موليير الذي عاش صراعات عديدة في حياته، كان لها أثرها البالغ في مضامين أعماله ورؤيته تجاه المسرح، وتجاه العالم أيضاً، وفي مقدّمتها علاقته المضطربة مع والده، وخيانة زوجته له.

بعد تقديمها في نيسان/ إبريل الماضي، تُعرض المسرحية عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء على خشبة "مسرح سيد درويش" في "المعهد العالي للفنون المسرحية" بالقاهرة، ويشارك في التمثيل كلّ من نادر الجوهري، ومصطفى خطاب، وعبد الباري سعد، ولقاء الصيرفي، ومحمد زلط، ومحمود بكر، وممدوح السعيد، ومنار حليم، ورفيق أيوب.

العمل من تأليف موسيقى وألحان أحمد حسني، ويتضمّن أشعاراً من تأليف أحمد الشريف، فيما تصمّم الديكور يمنى الشاذلي، والأزياء أميرة صابر، والإضاءة كاجو، والمكياج أماني حافظ، واللوحات الاستعراضية نادين خالد، ومشاركة المخرجين المنفذين عمر سعيد وأحمد أسامة.

يتناول العرض أحداثاً تراجيدية حقيقية صنعت مسرح موليير الكوميدي

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يشير إبراهيم إلى أن "جون باتيست بوكلان (الاسم الحقيقي لموليير) ذهب إلى فرقة مسرحية ترأسها مادلين ديغار يطلب الانضمام إليها ويخبر أعضاءها بأنه يفكّر أيضاً في تأسيس فرقة خاصة به، وكانت الفرقة تقوم ببروفات لمسرحية "ليدي ماكبث" عن نص وليام شكسبير، فنال حظَّه من السخرية بسبب رغبته في إنشاء فرقة جديدة، في وقت كانت الكنيسة في فرنسا تطارد المسرحيين وتلاحقهم".

ويتوقف العمل عند مشكلة عاشها الكاتب المسرحي الفرنسي تتمثّل برفض والده اشتغالَه في المسرح، بذريعة أن مهمّة الممثّل هي إضحاك الناس، ما ينتقص من قيمته ومكانته الاجتماعية، لكن موليير عقد العزم على تأسيس فرقة مسرحية بعد أن تنازل لوالده عن ميراث أمه، وغيّر اسمه.

يوضّح المخرج أن "موليير عرض العديد من الأعمال التراجيدية لشكسبير وكورنييه وغيرهما، لكنْ ستتراكم عليه الديون حتى يدخل بسببها السجن، وهناك يبيّن له أحد السجناء أن الجمهور كان يضحك إعجاباً بأدائه وليس العكس، وهنا لمعت لديه فكرة أن يقدّم أعمالاً كوميدية".

يبدأ موليير تجواله بعد ذلك بين الأقاليم الفرنسية بحثاً عن جمهور جديد ولكسب بعض المال، وابتعاداً عن الكنيسة التي أصبحت تهاجم عروضه، بحسب العرض، وفي الأثناء تتركه مادلين، التي وقعت في حبّه، لكن غروره سيفرّقهما، ثم تسوء أحواله، فيدخل السجن من جديد، ويلتقي هناك السجين ذاته، الذي ينصحه بضرورة لقاء الملك، وهو ما يحدث فعلاً. يقدّم أمام الملك 'ارتجالات فرساي'، وتحظى فرقته بالشهرة، وتسير الأحداث حتّى يقرر الملك هدم مسرح موليير لضمّه إلى 'اللوفر'، فيعود للتجوّل في الأقاليم مرة ثانية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون