ضمن فعاليات الدورة الجديدة من "معرض تونس الدولي للكتاب" التي انطلقت في 11 من الشهر الجاري، أقيمت أمس ندوة بعنوان "مستقبل العمل الثقافي العربي المشترك" بتنظيم من "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - ألكسو".
اتفق المتدخلون خلال الندوة على أن التعاون الثقافي العربي مازال ضعيفا جداً، لكنهم كانوا في الغالب يربطون ذك بالقنوات الرسمية، ومن ذلك مطالبة عدد منهم بإحياء مشروع "القمة الثقافية العربية" التي كان قد أُعلن عنها في القمة العربية في سرت بليبيا، أي قبل أحداث الربيع العربي (2011)، ولم تتحقق بعد.
في كلمته، أشار الباحث المصري علاء عبد الهادي أنه ينبغي العمل على تطوير العلاقات البينية عربياً، بتكثيف التظاهرات المشتركة والتبادل العربي في المجال الثقافي، كما أنه من الضروري العمل على "تحسين صورتنا العامة في العالم" من خلال ترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأوروبية التي تمكّن من التعريف بالإسهامات العربية.
من جهته دعا الباحث الموسيقي، ووزير الثقافة التونسي السابق، مراد الصقلي، إلى تغيير مقاربتنا للعمل الثقافي العربي المشترك، مشيراً إلى ضرورة التمييز بين الإستراتيجية الثقافية، والسياسة الثقافية. فالأولى تسطّرها وزارة الثقافة، أما الثانية فهي سياسة دولة بالكامل. يرى الصقلي أن الثقافة هي شأن يتقاطع مع كل المجالات الأخرى كالتربية والتعليم والسياحة والاقتصاد وغيرها. وقد شدد المتحدث على أنه يحبذ الحديث عن سياسات ثقافية براغماتية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وبيئة كل بلد عربي.
واعتبر الدبلوماسي محمد إبراهيم الحصايري أن عقد القمة العربية الثقافية التي ظلت تتأجل منذ سنوات، حلم يمكن تحقيقه. وهو يتوقع أن يعلن الرؤساء العرب في القمة العربية المنتظرة بالجزائر، عن إعادة إحياء المشروع الذي يراه ضرورياً، غير أنه يشترط توفر مجموعة من العناصر لكي يكون فعالاً مثل احترام متطلبات الموازنة بين أشكال الإبداع الأدبي والفكري والعلمي، وأيضاً بين "متطلبات التأصيل ومتطلبات التعصير" و"بين الفكر الغدوي والأمسي" بحسب تعبيره.
وأشار الديلوماسي السابق خالد الزيتوني إلى أن الشعوب العربية، لا تعرف بعضها البعض بشكل واضح، وأن ما كان يعرف بالنظام العربي الإقليمي قد ضُرب في الصميم، مضيفاً أن الثقافة يمكنها، إذا ما توفرت الإمكانيات، تحقيق التقارب المنشود.