"العملاق النسّاء" لدافيد فاغنر: سردٌ يستحضر الأمل

17 سبتمبر 2022
دافيد فاغنر في "معرض تورينو للكتاب" بإيطاليا، أيار/ مايو 2015 (Getty)
+ الخط -

عندما صدرت الترجمة العربية لرواية "حياة" للألماني دافيد فاغنر (1971) قبل أربع سنوات، لفتت النظر بموضوعها الإنساني، وبمقدار ما تستبطنه من معضلات أو مُحاكَمات أخلاقية؛ مريضٌ ينتظرُ أن يموت أحدهم ليحصل على كبده ويُمنحَ فرصة العيش الطبيعي مجدّداً. لكنّ الروائي رمى من وراء تلك الحبكة، إلى أن يقدّم مقولته الفنّية الخاصّة، ومفادُها "أنّ الحياة أكثر تعقيداً من الموت نفسه".

اليوم يعود سمير جريس، المُترجِم المصري الذي وقّع الرواية الحائزة على "جائزة معرض لايبزيغ للكتاب"، ليعلن عن قُرب صدور روايةٍ أُخرى لفاغنر، عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر" وتحمل عنوان "العملاق النسَّاء" ومن ترجمة جريس أيضاً، في متابعة سردية لفكرة الهشاشة الوجودية التي بدأها بروايته الأُولى، مستعيناً على تمثيل فكرته باستحضار علاقةٍ تجمع أباً بابنه.

العملاق النسّاء - القسم الثقافي

تضع الرواية الجديدة شخصيّاتها في إطار زمني تبدَّلت معطياتُه بفعل المَرض، وإن كان الروائي بهذا يستعير شيئاً من محدِّدات روايته السابقة "حياة"، مثل مركزية المَرض، لكنّه لا يُعيد النبرة المأساوية ذاتها، إنّما يحاول في صياغة جديدة لتلك العلاقة على خلفية من الأمل.

إلى جانب ما سبق، يتناول العمل انعكاسَ التراتبية الأولى التي كان يرى الابن الصغير والده من خلالها، أي بوصفه "عملاقاً"، ثمّ ها هو الآن بين يديه وقد حوّله ألزهايمر إلى "نسّاء"، بذلك تُرسِّم الرواية منذ عنوانها التناقضات الوجودية التي تتخلّل حياة الإنسان، حيثُ استطاع الكاتب أن يستثمر فيها لبناء عوالمه سردية.

يُشار إلى أنّ فاغنر أصدر أولى رواياته عام 2000 وحملت عنوان "سروالي الأزرق الداكن"، وفيها اعتمد على سرد ذكريات طفولته في منطقة الراين بألمانيا، ثم أصدر أعمالاً مختلفة في الشعر والقصّة، قبل أن ترى روايته الثانية "أربع تفّاحات" النورَ عام 2009، وتصا إلى القائمة الطويلة في "جائزة الكتاب الألماني". 

أمّا المترِجم سمير جريس، فقد نقل عن الألمانية أكثر من 25 عملاً أدبياً معاصراً، منها: "عازفة البيانو" لإلفريده يلينك، و"صداقة" لتوماس برنهارد، و"الوعد" لفريدريش دورنمات.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون