رغم أنَّ المؤتمر الدولي الذي نظّمه قسم اللغة الإسبانية في "جامعة عبد الحميد بن باديس" بمدينة مستغانم، غرب الجزائر، أمس الأربعاء وأوّل أمس الخميس، حمل عنوان "الجزائر والوطن العربي في أدب الرحّالة اللاتينيّين في القرنين التاسع عشر والعشرين"، إلّا أنّ المداخلات تطرّقت إلى مواضيع أشمل؛ أبرزها التقاطُعات الثقافية بين العرب والأميركولاتينيّين.
في مداخلتها، ذهبت لينا نجاري، من "جامعة الجزائر 2"، إلى أنّ الدراسات الأدبية المقارنة تكشف عن وجود روابط مشتركة بين الجزائر والأرجنتين على المستوى الثقافي، والأدبيّ خصوصاً؛ حيثُ تبرز تقاطُعات على صعيد تقنيات الكتابة الأدبية، والشخصيات والثيمات، معتبرةً أنَّ هذه التقاطُعات لم يُسلَّط عليها الضوء بعدُ بشكلٍ كاف.
وبرأي وفاء حجوجة، من "جامعة تلمسان، فإنَّ الشخصية العربية تشغلُ مساحةً بارزةً في أدب أميركا اللاتينية، بفعل تأثير المهاجرين العرب إلى بلدان القارّة في فترات مختلفة، واندماجهم في ثقافاتها المحلّية، مضيفةً أنَّ كتّاباً بارزين، من أمثال غابرييل غارسيا ماركيز، أضاءوا في أعمالهم الروائية على العرب وعلى الفضاء الثقافي المشترك الذي صنعوه في أميركا اللاتينية.
وتحدّثت زهرة كريمة مقداد، من "جامعة وهران 2"، في مداخلتها التي حملت عنوان "العربية في الشعر الملحمي لـ خوسي مارتي"، عن تأثير اللغة والثقافة العربيَّتين على الروائيّين والشعراء الأميركو-لاتينيّين، وانعكاس ذلك في أعمالهم النثرية والشعرية على حدّ سواء، مستشهدةً بقصائد ملحمية للشاعر الكوبي خوسيه مارتي (1853 - 1895) تحضر فيها كلماتٌ عربية، مُشيرةً إلى أنَّ الأندلس شكّل صلة وصل بين الثقافتين العربية والأميركولاتينية.
يُذكر أن المؤتمر أُقيم بالشراكة مع "مركز الدراسات الأدبية واللغات القديمة" في "جامعة رين 2" الفرنسية وسفارة الأرجنتين في الجزائر، وبمشاركة أكاديميّين وباحثين من جامعات جزائرية.
ومن المداخلات الأُخرى التي قُدّمت في المؤتمر: "الجزائر في الثقافة والأدب اللاتينيَّين"، و"الجوانب العربية في أدب أميركا اللاتينية"، و"استشراق أميركا اللاتينية"، و"الجزائر في فكر الروائي الأرجنتيني دومينغو فاوستينو سارمينتو (1811 - 1888)، و"الفكر العربي والجزائري في الأعمال الفنية الأميركية اللاتينية".