في عام 1938، توّجه رافي شنكار لدراسة العزف على آلة السيتار لمدة ستّ سنوات على يد الموسيقي علاء الدين خان الذي يُعدّ من أبرز معلمي الموسيقى في القرن العشرين في الموسيقى الكلاسيكية الهندية، ليبدأ رحلة التأليف الموسيقي مستخدماً آلات تقليدية مثل السارود والفلوت والطبل.
مزج المؤلّف الموسيقي الهندي (1920 - 2012) بين التقاليد الهندية والموسيقى الغربية منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو موضوع استمرّ في اكتشافه حتى رحيله، حيث انزاح من البناء الصارم للمقطوعة نحو إيقاع ميلودرامي سريع وبالعكس أيضاً، وقدّم بذلك نوتات الراغا المعروفة في تراث بلاده للعالم.
منذ الخامس من الشهر الجاري وحتى الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل، يحتضن "مركز ساوث بانك" في لندن سلسلة من العروض وورش العمل والعروض المجانية التي تنظَّم احتفاءً بمرور مئة عام على ميلاد رافي شانكار.
الاحتفالية التي تحمل عنوان "الشمس الهندية: ضوء على أرشيف رافي شانكار"، كان مقرّراً إقامتها منذ عامين لكنها تأجلت بسبب انتشار فيروس "كوفيد- 19"، حيث يتمّ فيها التعريف بسيرة الفنان الهندي باعتباره واحداً من أكثر الموسيقيين والمؤلّفين في القرن العشرين إنتاجاً، استناداً إلى وثائق ومقتنيات لعائلته ومقابلات مع أفرادها وأصدقائه.
يستكشف المنظّمون حياة شانكار من خلال عرض المتعلقات الشخصية التي رافقته على خشبة المسرح في آخر حفل نظّمه عام 2012، إلى جانب صور أرشيفية ولقطات أفلام غير مرئية ومراسلات بينه وبين الشاعر والمغني البريطاني جورج هاريسون (1943 - 2001).
كما يٌعرض فيلم "راجا مالا" (1971) الذي يتضمّن مشاهد لشنكار وهو لا يزال شاباً يتدرّب على الموسيقى في وسط الهند، ويتناول محطات مهمة من تجربته التي أعاد من خلالها تشكيل المشهد الموسيقي في الستينيات عبر موسيقى البوب والجاز والموسيقى الكلاسيكية، وقام بتأليف موسيقى لا تُنسى لعشرات الأفلام مثل "القفص الحجري" (!955)، و"غاندي" (1982).
كما يقدّم صورة كاملة حول شخصيته التي وُصفت بالأسطورية، بدءاً من طفولته في مدينة فاراناسي على ضفاف نهر الغانج، وهو المولود لعائلة بنغالية وكان والده محامياً، ويحمل المقطع الأول من اسمه معنى الشمس باللغة السنسكريتية، ثم التحاقه بفرقة رقص أسّسها شقيقه، ودراسته المكثّفة للسيتار التي تعلّم العزف عليها باكراً على يد والدته، وتعود جذور هذه الآلة إلى العصر المنغولي بما تمثّله من امتزاج هندي وفارسي وشرق آسيوي، وكيف سعى شنكار إلى إحياء تراثها في الهند وخارجها.