قليل للغاية هو حضور الأدب الشرق آسيوي - من خارج الصين واليابان - على خارطة الترجمة العربية، لكن الصعود الاقتصادي لبلدان مثل ماليزيا وإندونسيا وتايلاندا لم يلبث أن تبعه صعود ثقافي.
مؤخّراً، جرى الإعلان عن ترجمة رواية "الرجل النمرة" للكاتب الإندونيسي إيكا كورنياوان (1975). ترجمة أنجزها الكاتب المصري أحمد شافعي وصدرت عن منشورات "كتب خان".
هذه هي الرواية الثانية التي تقدّمها "الكتب الخان" لكورنياوان بعد "الجمال جرح"، وهذه الأخيرة تعتبر الملحمة الأدبية الحديثة لإندونيسيا، وقد حازت على جوائز عدة وتُرجمت إلى لغات كثيرة.
في "الرجل النمرة"، يقدّم المؤلف حكاية حول عائلة الحلاق الفقير قامور، في إطار مكاني لقرية ساحلية فقيرة، تجتمع فيها برك الصيد، وحقول الأرز، وبجانبها غابة يصطاد فيها أهل القرية الخنازير في أيام عطلتهم بعد موسم الحصاد.
تحدث جريمة يروح ضحيّتها نحات وجيه ماجن وتوجد على جثّته أنياب مجهولة، ومن ثم نكتشف عالماً تتعايش فيه الخرافة مع الحداثة، والإيمان مع الجريمة، والفقر مع المتعة. في كل فصل من الرواية نكتشف شخصية من أسرة قامور وصراعات النوازع البشرية داخلها، يصوّرها المؤلف معتمداً على مسحة أسطورية.