"الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية": التفاتٌ إلى المكتبات ودورها

04 سبتمبر 2021
مكتبة قطر الوطنية
+ الخط -

لا يمكن كتابة تاريخ المكتبات في العالم دون الوقوف على مساهمات الحضارة العربية الإسلامية. لكن فيما تطوّرت المكتبات - خصوصاً في الغرب - على مستويات تقنيات الترتيب والتصوّرات العامة، بقيت مكتبات المنطقة العربية حيث كانت، وذلك حتى سنوات قليلة إلى الوراء، حيث بدأ يظهر فيها وعي جدّي بضرورة رعاية المكتبات من جديد.

ضمن فعاليات "الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية 2021"، تنظّم "مكتبة قطر الوطنية" بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، و"منظّمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"، بعد غد الإثنين، السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري، ندوة بعنوان "دور المكتبات العامة والخاصة في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي"، وهي تهدف إلى إلقاء الضوء "على دور المكتبات في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي وأهمية الحفاظ على هذا التراث"، كما يرد في تقديم الفعالية على موقع "مكتبة قطر الوطنية".

يشارك في الندوة كلٌّ من: حمد الكواري، رئيس "مكتبة قطر الوطنية"، ومحمد زين العابدين، مدير قطاع الثقافة والاتصال في "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"، وسوزان ليفي، مديرة "مكتبة متحف الفن الإسلامي"، إضافة إلى عدد من المشتغلين في "مكتبة قطر الوطنية" مثل عبير الكواري، مديرة "إدارة البحوث وخدمات التعلّم" في "مكتبة قطر الوطنية"، ومكسيم نصره، أخصائي صيانة الكتب، ومحمود زكي، أخصائي المخطوطات. تدير الجلسة مريم المطوع، رئيس قسم إتاحة المجموعات في المكتبة التراثية في المكتبة.

هل تمثّل المكتبات العربية اليوم فضاءات دعم للبحث العلمي والإبداع؟

وقد ورد في تقديم الندوة: "المكتبات العامة هي من أبرز معالم النهضة العلمية عند العرب والمسلمين، فقد انتشرت خزائن الكتب في أقطار العالم الإسلامي. وعَرف تاريخنا الإسلامي حقباً اتّسعت فيها رقعة العلم والتأليف في كلّ الفنون والميادين، وشهدت بروز أكبر المكتبات التي كانت تُشَدّ إليها الرحال من كلّ أقطار العالم لصيتها الذائع وندرة كتبها".

تقديمٌ يفتح على مجموعة من الإشكاليات التي تعيشها المكتبة العربية اليوم، فكَم عدد المكتبات التي تحقّق جاذبية بما توفّر للباحثين ما لا يجدونه في أماكن أخرى؟ وهل تمثّل المكتبات العربية اليوم فضاءات داعمة بشكل فاعل لقطاعات مثل البحث العلمي والإبداع الأدبي أو الفكري؟

صحيحٌ أن رصيد المكتبات التراثية كبير في العالم العربي، وصحيح أنه توجد مكتبات - مؤسسات، ومنها "مكتبة قطر الوطنية"، و"مكتبة الإسكندرية"، و"دار الكتب الوطنية" في تونس، وقد حقّقت الكثير من المنجزات على مستوى تجميع الكتب والمخطوطات والعناية بها، ولكنّ المكتبات اليوم باتت لها رهانات أكثر إشكالية، فالوصول إلى ما في خزائنها وتثمينه بات بحتاج إلى استراتيجيات تواصل حديثة وإلى تفاعل مع بيئات متعدّدة، من الفضاء الأكاديمي إلى الجمهور الواسع.

المساهمون