تمثّل رواية "البحث عن الزمن المفقود" إحدى كلاسيكيات الأدب العالمي منذ بدء صدور أجزائها في 1913 لتكتمل في 1917، فقد لامس مؤلفها مارسيل بروست إشكاليات نفسية وأدبية بطريقة مبتكرة.
إحدى هذه الإشكاليات ما يقدّمه ساوول فريدلاندر في كتابه "في البحث عن بروست"؛ حيث يتعرّض إلى مفارقة هي أنه كلما نهض أحدهم للكتابة عن حياة الكاتب مارسيل بروست، جعل من أحداث الرواية مرجعية له.
هكذا فالعمل الذي صدر بالإنكليزية أولاً ثم بالفرنسية منذ أيام عن منشورات "سوي" يمثّل دراسة في كتب السيرة التي وُضعت حول بروست باعتبارها مدوّنة تحمل خصوصيات.
كتاب "في البحث عن بروست" هو أيضاً دراسة في إشكالية الذاكرة داخل الأعمال الأدبية، حيث ينبغي التفريق بين ذاكرتين: ذكرة المؤلف من جهة، وذاكرة الشخصية الأدبية، ويبدو أن من خصائص كتابة بروست أنها تخلط بين هذين النوعين من الذاكرة.
يُذكر أن رواية "البحث عن الزمن المفقود" كانت بوابة اشتغالات نظرية أخرى لعلّ أبرزها أعمال المنظّر الأدبي الفرنسي فيليب لوجون في صياغة نظريات الكتابة السيرذاتية.