"بول غيراغوسيان: تشتت الحداثة": تجربة حياة

28 ابريل 2019
(بول غيراغوسيان)
+ الخط -
يمثّل الفنان اللبناني الفلسطيني بول غيراغوسيان (1926 - 1993) إحدى أبرز التجارب الأولى التي استندت إلى الحداثة في العالم العربي ضمن تنويعاته المختلفة التي تحاكي سيرته وانتماءه المتعدد، ومنها الذات والعائلة والألم والمنفى وحركة الشارع والعمال والروحانيات.

بحث التشكيلي ذي الأصول الأرمنية في التعقيدات غير المتناهية للحالة الإنسانية، سواء في لوحاته التي حاكت الأيقونات المسيحية، وهو الذي نشأ في القدس القديمة، أو تلك التي تصور الناس البسطاء في حيّ برج حمود في بيروت، أو لوحاته التي تصوّر حالات الأم وارتباطها بأطفالها.

"بول غيراغوسيان: تشتّت الحداثة" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن منشورات "سيلفانا إيدتوريلا" الإيطالية من تحرير وإعداد كلّ من سام بردويل وتيل فيلرات، والذي يقام حفل توقيعه عند الثانية عشرة من بعد ظهر اليوم الأحد في فضاء "بونهام" في لندن، بحضور محرّري العمل.

يضمّ الكتاب أكثر من ستمئة صورة تمثّل الجزء الأكبر من أعمال الفنان، إلى جانب مواد صحافية حوله، وصور فوتوغرافية، بحيث يرسم الكتاب بكل ما يتضمّن من وثائق مكتوبة وبصرية بورتريهاً مفصّلاً يبتدئ منذ ولادته في عائلة نجت من الإبادة الجماعية للأرمن حيث لجأت إلى القدس، ومن ثم لجوئه في سن مبكرة إلى بيروت.

يستعرض الكتاب كيف صاغ غيراغوسيان أسلوبه الفني بناء على قافته المعميث وبحثه الدؤوب في الفن الحديث، ومحاولة فهمه لتعقيدات السياق الثقافي والاجتماعي والسياسي التي عبّر عنها في أعماله التعبيرية والتجريدية.

تتناول الدراسة بشمولية تجربة الفنان على مدى خمسة عقود، ويوفر قراءة جديدة لإعماله من خلال البحث في التجانس الثقافي للمدن التي عاش فيها ودرس وعمل فيها، والسعي نحو الكشف عن عن تأثره بفنانين عديدن وتأثيره على زملائه وأجيال فناينن جاءوا بعده، بالاعتماد على مجموعة واسعة من الوثائق الأولية من أرشيف "مؤسسة بول غيراغوسيان".

يحتوي الكتاب أيضاً نصوصاً لنقّاد وكتّاب كتبوا عنه، وهم: أنسي الحاج، وجوزف طرّاب، وبول شاوول، ورفيق شرف، ونضال الأشقر، وهاني أبي صالح، وجلال خوري، ونزيه خاطر، وعبدو وازن، وعبد الرؤوف شمعون، وعبيدو باشا في آخر لقاء حواري معه أجراه في تشرين الثاني/ نوفمبر 1993؛ أي قبل أيام من رحيله.

المساهمون