روبرت إيغلستون.. كيف يفكر الأدب؟

23 نوفمبر 2017
أحمد فريد/ مصر
+ الخط -

الأدب المعاصر حقل كبير ومتنوع وينمو بتسارع، في "الرواية المعاصرة: مقدمة قصيرة جداً" يحاول الأكاديمي والناقد البريطاني روبرت إيغلستون، أن يقوم باستكشاف واسع لثيمات الأدب المعاصر الرئيسية، وأساليبه والنقاشات حوله، من حيث النوع والتجريبية والإرث الحداثي وما بعد الحداثي.

الكتاب الذي صدر بترجمة لطيفة الدليمي مؤخراً عن دار "المدى"، يتناول أيضاً العلاقة بين العولمة والإرهاب وأثر التكنولوجيا على الأدب، ويأتي في سبعة فصول عناوينها "قول كل شيء"، و"الشكل: ما هو المعاصر في الأدب المعاصر؟"، و"النوع"، و"الماضي"، و"الحاضر"، و"المستقبل"، و"استنتاج: انظروا جميعاً إلى ذلك الشيء الجميل/ نعم ولكن...".

يرى الكاتب أن عولمة الرواية تحمل ضمنياً سؤالاً حول معنى كلمة المعاصر، إذ لا يوجد اتفاق حقيقي وواقعي حول متى حدث المعاصر، ومتى يكون، معتبراً أننا نعرف متي ينتهي المعاصر لكن متى بدأ، هذا هو السؤال.

ويضيف أن الحقب الأدبية تأخذ معناها من اللحظات التاريخية الحاسمة، في أوروبا عموماً، على سبيل المثال، تعتبر نهاية الحرب العالمية الثانية بداية المعاصر، ولكن حتى في أوروبا نفسها فالأمر مختلف؛ فمثلاً بالنسبة إلى إسبانيا فإن المعاصر يبدأ مع موت فرانكو عام 1975، وفي ألمانيا يبدأ مع نهاية الحرب الباردة وسقوط جدار برلين عام 1989، وفي روسيا مع سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، وفي الهند مع نهاية الاستعمار البريطاني عام 1947.

يقول إيلغستون إن "الرواية المعاصرة هي الوسيلة الفضلى للتفكير بشأن (من نكون؟)، لأن الرواية هي الوسيط الذي يوفّر حرية في التعبير أكثر بكثير من الحرية التي توفّرها سائر الأشكال الفنية الأخرى. يُلاحظُ في هذا الشأن غياب تعريف حقيقي حاسم للرواية؛ فهي ليست ببساطة شيئاً مُختلقاً مثلما أنها ليست وسيطاً يحكي حكاية فحسب. ينزع كل تعريف في أصل معناه لإقامة حدود أو غايات، وليس من الواضح أبداً ما غايات الفن الروائي أو إذا كان أصلاً ثمة غاياتٌ للرواية؟".

يعتبر الكاتب أن تحوّلات الأدب مرتبطة بشكل كبير بالتحولات التاريخية، حيث إن المجتمعات المختلفة لديها أحاسيس ومعان مختلفة حول متى بدأت تعيش معاصرتها ـ ومتى حدث الراهن. والأمر له علاقة بالضرورة بالعامل التاريخي والتكنولوجي أيضاً.

في هذا الكتاب الذي صدر بالإنكليزية عام 2013، يستكمل إيغلستون أسئلة طرحها في أعمال سابقة له ومقالات مختلفة، فهو يحاول فهم كيف يفكر الأدب، وهو الموضوع الذي يستكشفه من عدّة نواح، وقد بدأ فيه مع كتابه الأول "النقد الأخلاقي: القراءة بعد ليفيناس"، وتناول من خلاله علاقة الأدب الأخلاقية بالماضي. وها هو اليوم يعيد السؤال نفسه بطريقة مختلفة ليدرس علاقة الأدب بالمعاصر.

المساهمون