14 أكتوبر 2017
من فينا الذي لا يفهم... أنت أم الآخرون؟!
في هذه الحياة لا يمكنك العيش وحيداً داخل فقاعة مغلقة والابتعاد عن كل من حولنا. فنحن جزء من هذه الحياة وهذا المجتمع، وعلينا أن نحتك بالناس ونتعارف ونتبادل الآراء. فعند التحدث مع شخص ما يجب أن نؤمن بوجود اختلاف، فالناس تختلف مستوياتهم الدراسية والثقافية، وتختلف التقاليد والعادات من بيئة لأخرى، وأيضا هناك اختلاف في المجتمعات.
فإن أغلب المشاكل التي أصبحت تواجهنا في حياتنا عموما تعود إلى سوء الفهم، وهذا يعود إما إلى أن المتحدث لم يتمكن من شرح وجهة نظره، أو أننا أسأنا فهمه، أو لم نعطه فرصة لشرح وجهة نظره، أو أن أحدنا متعصب في رأيه ومتسرع في رده، أو وجود موقف ما من المتكلم، عناد أو تحد بين الطرفين، أو عدم الارتياح للآخر.
فكل هذه دوافع تبعدنا عن التواصل والتفاهم مع بعضنا البعض، وتدمر العديد من العلاقات الاجتماعية أو الأخوية أو حتى بين الأصدقاء. فأصبح أغلبنا يتكلم أكثر مما يصغي، ونصغي حسب ما نريد. ولكي تكون متحدثا لبقا يجب عليك أولا أن تكون مستمعا جيدا لكل ما يقال، وهذا ما ينقص الكثيرين منا للأسف في أيامنا هذه.
يقول ابن القيم: "فالسماع أصل العقل وأساسه ورائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع... وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه طربا وهربا وحبا وبغضا".
فعلينا أن نعي عندما نحاور أو ندخل في حوار ما، أننا لسنا في حرب أو مسابقة ما، ولكن الهدف هو التواصل والوصول إلى نقطة اتفاق وتوافق للحد من سوء الفهم ومعرفة ما يعني الشخص الآخر في كلامه، بدل تحليل وتفسير كلامه كما نشاء.
فالسؤال ليس عيبا، العيب هو تحليلنا للأمر من وجهة نظرنا للموضوع. أحيانا يكون غرورنا وكبرياؤنا هو الذي يجعلنا نقع في سوء الفهم. ولذلك علينا أن نتناقش ونتبادل الآراء حتى نتفادى الوقوع في سوء فهم الآخرين والخلاف.
لذلك اختلاف الرأي موجود بيننا وهذا أمر طبيعي، ولكن الأهم من ذلك هو أن نتفهم طبيعة الشخص وتجنب مقاطعته أثناء الحديث، وعدم إصدار الأحكام قبل انتهاء كلامه. فنحن محتاجون إلى توافق وتواضع وتنازل بين الطرفين والابتعاد عن العناد والتكبر.
فهل أنت من لا يفهم الآخرين أم الآخرون الذين لا يفهمونك؟