من المنازل وفي الشوارع... عراقيون يدافعون عن غزة

01 سبتمبر 2024
+ الخط -

 

تعدّدت أشكال الإسناد العراقي للمدنيين المحاصرين في قطاع غزة، من إرسال الغذاء والطعام واستقبال الجرحى في المستشفيات العراقية، وصولًا إلى الحروب التي يمارسها العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي دفاعًا عن الفلسطينيين، والتنكيل بالجرائم الوحشية للكيان الصهيوني.

يمكن القول إنّ العراقيين في حربٍ مستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ضدّ الكيان الصهيوني، وهم في منازلهم، وهو أضعف الإيمان حتمًا.

في السابع من نيسان 2024، تقرّر استقبال الجرحى من غزة لتقديم العلاج لهم في المستشفيات الحكومية والأهلية، ووجّه وزير الصحة العراقي بمتابعة هذا الملف وعدم ادّخار أية جهود في التعامل مع المرهقين من الحرب الوحشية.

تسابق العراقيون على زيارة الجرحى رغم خصوصية وضعهم، وتقدّموا بالكثير من الهدايا، لأنّهم يشعرون بأنهم مقصّرون تجاه الأزمة في غزة، بالرغم من عدم تبدّل موقفهم الأزلي من الاحتلال الإسرائيلي، ويشهد التاريخ بذلك.

كما لا تتوقّف المسيرات الشعبية في العراق المؤيّدة لعمليات المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، بعدما أعلن العراق تضامنه وتأييده الكاملين للمقاومة الفلسطينية ضد ذلك الكيان المحتل، على المستويين الرسمي والشعبي.

وشهدت مناطق مختلفة في العاصمة بغداد، خروج مسيرات جماهيرية مؤيّدة لعملية "طوفان الأقصى"، وراح بعض العراقيين إلى تمنّي لو أنّ طريقًا يوصلهم إلى غزة من أجل الدفاع عنها وعن أهلها، لأنّ الجغرافية ترفض ذلك.

موقف العراق لا يبدو غير أنّه راسخ، ولم يتأثّر بالمزايدات السياسية، رغم الواقع العراقي المتذبذب وكثير الولاءات من الأحزاب إلى بعض الأنظمة في خارج الحدود.

وفي الوقت الذي يمارس الشعب العراقي دور الجيش الإلكتروني، يهاجم هذا الجيش العاطفي الأنظمة العربية المطبّعة أو التي تشتهي التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والمتعاونة والمتعاطفة مع الكيان.

أطلق العراقيون، خلال الأشهر الماضية جملة من الوسوم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "عراقيون على خط الطوفان"، وكذلك "العراق مع الطوفان"

وفي وقتٍ سابق، ألقى الممثّل الدائم لجمهورية العراق لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف السفير عبد الكريم هاشم مصطفى، مداخلة العراق خلال الجلسة الختامية لاجتماعات الدورة الــ54 لمجلس حقوق الإنسان.

وجدّد خلال المداخلة تأكيد موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف، بما فيها حقّ تقرير المصير، والحقّ في العودة، والحقّ في قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

كما نقل مشاعر العراقيين بشأن العمليات التي تجري في الأراضي المحتلة، معتبرًا أنّها نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني منذ عقود مضت على يد القوة القائمة بالاحتلال، التي لم تلتزم يومًا بالقرارات الدولية والأممية.

العراقيون الذين لا يتّفقون مع حكوماتهم في العادة، وجدوا في خطابات الحكومة وتوجّهات البرلمان والأحزاب السياسية، مفخرة لهم، خصوصًا أنّ ما جاء على لسان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في خطاب قمة القاهرة للسلام، يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي حملت عبارات شديدة ضدّ الهجمات الإسرائيلية التي وصفها بـ(الجريمة) و(الإبادة الجماعية) وطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

وأطلق العراقيون، خلال الأشهر الماضية جملة من الوسوم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "عراقيون على خط الطوفان"، وكذلك "العراق مع الطوفان"، وغيرها، وحملت مئات آلاف التغريدات والتدوينات، كما أنّ فريقًا من العراقيين أخذوا على عاتقهم إنتاج المحتويات المرئية المساندة لغزة.

وكان السفير الفلسطيني في بغداد أحمد الرويضي، يوم الأربعاء الماضي، أكّد أنّ موقف العراق واضح وتحرّك على المستوى السياسي دوليًّا دعمًا للقضية الفلسطينية، فضلاً عن المستوى الحكومي أو المرجعيات الدينية أو الأحزاب والنقابات والاتحادات والتي تعبّر عن موقف واضح تجاه القضية الفلسطينية وتجاه العدوان والحرب التي تجري على الشعب الفلسطيني.

صحفي ومدوّن عراقي
زياد طارق
صحافي ومدوّن عراقي، ولد في بغداد ويعيش فيها. درس في كلية دجلة الجامعة، ويعمل في الكتابة والصحافة. يؤمن بمقولة "تملك يدين، واحدة لتساعد بها نفسك، والأخرى لمساعدة الآخرين".