11 فبراير 2022
محمد مرسي... حراً
بعد نحو 6 سنوات من الظلم والقهر والمحاكمات الهزلية والموت البطيء في السجن، نال محمد مرسي، أول رئيس مصري جاء إلى السلطة بشكل ديمقراطي عقب ثورة 25 يناير 2011، الحرية وأفلت من قبضة النظام الذي انقلب عليه في 3 يوليو/تموز 2013، وإن كانت حرية من بوابة الموت.
وطيلة سنوات الاعتقال التي قضاها مرسي متنقلاً من دار الحرس الجمهوري، إلى أكاديمية الشرطة وصولاً إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، ثم سجن المزرعة بمنطقة سجون طرة، ظل يؤكد- وحتى اللحظات الأخيرة- أنه يتعرض للموت المتعمد، حيث يمنع من أبسط حقوقه وعلى رأسها التواصل مع هيئة دفاعه أو مع القاضي، بسبب وضعه في قفص زجاجي حاجب للصوت أثناء المحاكمة، وعدم تمكينه من الحقوق القانونية للمتهم أثناء المحاكمة، وهو أثر على صحته بشكل متسارع وكان بمثابة موت بطيء تعرض له الرجل عن سابق إصرار.
لا شك في أن رحيل مرسي في هذا التوقيت وبهذه الصورة المحزنة داخل زنزانته، يشكل لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث وسيكون له تداعياته على المشهد، ذلك أن البلد يمر بمرحلة احتقان سياسية واقتصادية، وقد يفتح هذا الحدث الباب أمام المقهورين والصامتين لرفع الصوت عاليا إزاء ممارسات هذا النظام القمعي والدموي.
إن هذا الشعب الذي ظل يشاهد بصمت رئيسه المدني المنتخب والنظام الانقلابي يمارس بحقه شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي وصولاً إلى موته بتلك الصورة كنتيجة طبيعية لما عاشه في السجن؛ قد يتحرك ويصرخ لرفض كل ما يحدث في ظل تمادي النظام بسياسة التضييق والبلطجة وإيصال الشعب إلى ما بعد خط الفقر والبطالة وقمع الحريات.
ولأن فكرة التغيير الذي تم في مصر، لم تكن تروق لكثير من دول الإقليم والعالم، خصوصاً وأن مرسي محسوب على جماعة الإخوان المسلمين، فقد راح محور السعودية والإمارات وبدعم وضوء أخضر أميركيَين، يخطط منذ اللحظات الأولى لتنصيب مرسي، لكيفية وأد هذا المشروع بأي طريقة، فكان انقلاب الجيش في الثالث من يوليو 2013 ومعاقبة الرئيس مرسي والجماعة بتلك الصورة المخيفة.
اليوم وبعد رحيل مرسي، تخاف السعودية والإمارات وقبلهما نظام السيسي، من هذا التعاطف والحزن الدوليين اللذين رافقا رحيل مرسي وعودة أخباره لتتصدر شاشات التلفزة العربية والعالمية، ولأنهم يخافون من مرسي باعتباره أيقونة لمرحلة اختراق مدنية للدولة المصرية التي احتكرها العسكر على مدى عقود طويلة، فقد منعت المخابرات المصرية وسائل الإعلام الموالية لنظام السيسي استخدام عبارات "الرئيس المعزول" أو "الرئيس السابق" والاكتفاء بذكر اسمه في الأخبار "القصيرة" التي نشرت عن وفاته، وهو ما يعني أنهم يحاولون طمس مرحلة فارقة في تاريخ مصر الحديث بعد ثورة يناير وفوز أول رئيس مدني برئاسة مصر.
يتمثل هذا الخوف أيضاً في القرار السريع الذي اتخذته سلطات الانقلاب في القاهرة بدفن جثمان مرسي بحضور عدد محدود من أسرته ووسط إجراءات أمنية مشددة فجر اليوم الثلاثاء (18 يونيو/حزيران 2019)، تحسباً لأي تظاهرات أو تجمهرات قد تحدث إن سمح بفتح المجال للجماهير بالمشاركة في تشييع رئيسهم المعزول.
يغادر مرسي سجنه ودنياه، ولا تزال مصر ترزح تحت وطأة هذا النظام الانقلابي الذي حول البلد إلى قنبلة موقوتة لا يعلم أحد متى يمكن لها أن تنفجر في وجه الجميع.
وطيلة سنوات الاعتقال التي قضاها مرسي متنقلاً من دار الحرس الجمهوري، إلى أكاديمية الشرطة وصولاً إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، ثم سجن المزرعة بمنطقة سجون طرة، ظل يؤكد- وحتى اللحظات الأخيرة- أنه يتعرض للموت المتعمد، حيث يمنع من أبسط حقوقه وعلى رأسها التواصل مع هيئة دفاعه أو مع القاضي، بسبب وضعه في قفص زجاجي حاجب للصوت أثناء المحاكمة، وعدم تمكينه من الحقوق القانونية للمتهم أثناء المحاكمة، وهو أثر على صحته بشكل متسارع وكان بمثابة موت بطيء تعرض له الرجل عن سابق إصرار.
لا شك في أن رحيل مرسي في هذا التوقيت وبهذه الصورة المحزنة داخل زنزانته، يشكل لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث وسيكون له تداعياته على المشهد، ذلك أن البلد يمر بمرحلة احتقان سياسية واقتصادية، وقد يفتح هذا الحدث الباب أمام المقهورين والصامتين لرفع الصوت عاليا إزاء ممارسات هذا النظام القمعي والدموي.
إن هذا الشعب الذي ظل يشاهد بصمت رئيسه المدني المنتخب والنظام الانقلابي يمارس بحقه شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي وصولاً إلى موته بتلك الصورة كنتيجة طبيعية لما عاشه في السجن؛ قد يتحرك ويصرخ لرفض كل ما يحدث في ظل تمادي النظام بسياسة التضييق والبلطجة وإيصال الشعب إلى ما بعد خط الفقر والبطالة وقمع الحريات.
ولأن فكرة التغيير الذي تم في مصر، لم تكن تروق لكثير من دول الإقليم والعالم، خصوصاً وأن مرسي محسوب على جماعة الإخوان المسلمين، فقد راح محور السعودية والإمارات وبدعم وضوء أخضر أميركيَين، يخطط منذ اللحظات الأولى لتنصيب مرسي، لكيفية وأد هذا المشروع بأي طريقة، فكان انقلاب الجيش في الثالث من يوليو 2013 ومعاقبة الرئيس مرسي والجماعة بتلك الصورة المخيفة.
اليوم وبعد رحيل مرسي، تخاف السعودية والإمارات وقبلهما نظام السيسي، من هذا التعاطف والحزن الدوليين اللذين رافقا رحيل مرسي وعودة أخباره لتتصدر شاشات التلفزة العربية والعالمية، ولأنهم يخافون من مرسي باعتباره أيقونة لمرحلة اختراق مدنية للدولة المصرية التي احتكرها العسكر على مدى عقود طويلة، فقد منعت المخابرات المصرية وسائل الإعلام الموالية لنظام السيسي استخدام عبارات "الرئيس المعزول" أو "الرئيس السابق" والاكتفاء بذكر اسمه في الأخبار "القصيرة" التي نشرت عن وفاته، وهو ما يعني أنهم يحاولون طمس مرحلة فارقة في تاريخ مصر الحديث بعد ثورة يناير وفوز أول رئيس مدني برئاسة مصر.
يتمثل هذا الخوف أيضاً في القرار السريع الذي اتخذته سلطات الانقلاب في القاهرة بدفن جثمان مرسي بحضور عدد محدود من أسرته ووسط إجراءات أمنية مشددة فجر اليوم الثلاثاء (18 يونيو/حزيران 2019)، تحسباً لأي تظاهرات أو تجمهرات قد تحدث إن سمح بفتح المجال للجماهير بالمشاركة في تشييع رئيسهم المعزول.
يغادر مرسي سجنه ودنياه، ولا تزال مصر ترزح تحت وطأة هذا النظام الانقلابي الذي حول البلد إلى قنبلة موقوتة لا يعلم أحد متى يمكن لها أن تنفجر في وجه الجميع.