لما كلب أم كلثوم عض اسماعين
- لي الشرف أن يعضني كلب أم كلثوم!
ولكن تبيّن أن ذلك المواطن الغلبان لم يقل هذه العبارة من تلقاء نفسه، بل من كثرة ما تعرض للضغوط من أهل السلطتين الرسمية والشعبية المنحازين لأم كلثوم.
إليكم مقاطع من تلك القصيدة:
في الزمالك/ من سنين/ وف حما النيل القديم/ قصر من عصر اليمين/ ملك واحدة من الحريم/ صيتها أكتر مْن الأدان/ يسمعوه المسلمين/ والتتر والتركمان/ والهنود والمنبوذين/ ست فاقت عَ الرجال/ في المقام والاحترام/ صيت وشهره وتل مال/ يعني في غايه التمام/ قصرُه يعني هي كلمة/ ليها كلمه في الحكومه/ بس ربك لاجل حكمه/ قام حرمها م الأمومه/ والأمومه/ طبع ثابت/ جوه حَوَّا من زمان/ تعمل ايه الست/ جابت/ فوكس رومي وله ودان/ فوكس دا عَقبال أمَلْتك/ عندُه دستة خدامين/ يعني مش موجود في عيلتك/ شخص زيه يا اسماعين.
وبأسلوبه الحكائي الشعري السلس يروي أحمد فؤاد نجم تتمة السيرة فنرى أن (اسماعين) الذي عضه الكلب ذهب ليشتكي فإذا الشرطة والنيابة والسجانون كلهم يقفون مع الكلب ضده، ويتعرض للضرب والإهانة.. وهنا تبلغ السخرية أوجها إذ يقول:
خلصوه بعد المناهده/ جثه من جُحر الديابه/ هي يمكن ساعه واحده/ كان في مكتب النيابه/ قال له مالك يا اسماعين؟/ قال له زي البمب... مالي؟ قال له عضك فوكس مين؟/ قال له سيبني أروح بحالي/ انت
شوف سي فوكس يمكن/ خَدْ تَسَمُّمْ/ غصب عني/ الوكيل قال برضه ممكن/ والشاويش/ قعد يغني/ انت فين والكلب فين!/ انت قدُّه يا اسماعين؟!/ طب دا كلب الست يا ابني/ وانت تطلع ابن مين؟/ بشرى لصحاب الديول/ واللي لُه أربع رُجُول/ بشرى لسيادنا البهايم/ من جمايس أو عجول: اللي صاحبُه يا جماعه/ له غناوي/ في الإذاعة/ راح يدوس فوق الغلابة/ والنيابة .. بالبتاعة!
(موقف: لا شك، مع ذلك، أن السيدة أم كلثوم، كما قال عنها محمد عبد الوهاب، معجزة قومية.. تحية لروحها ولذكراها ولأغانيها الخالدة، ولروح أحمد فؤاد نجم الشاعر الذي لا يشق له غبار).