02 سبتمبر 2024
قصة مسلسلة: مروان والمرأة المولولة (4)
ملخص الحلقات الثلاث السابقة: مروان الذي يعاني من الأرق نزل إلى الشارع إثر سماعه ولولةَ امرأة، وكان ثمة رجال، انضم إليهم مروان، ودخلوا مع المرأة إلى المخفر. رئيس المخفر أحالهم إلى رئيس القسم.
قال الحكواتي، يا سادة يا كرام: فلما أصبحت صبحية (المرأة التي ولولت) في مواجهة رئيس القسم، قالت: إهي إهي (بكت)، ثم مسحت دموعها بكمها وتابعت تقول:
- يا سيدي، يا أبو القسم، مبين عليك أنك واحد فهمان، ولولا ذلك ما عينوك فوق كل هل العالم في القسم. اسمعني بشكل مليح ولا تستعجل علي رجاءً. أنا لو كان جاءني خبر زوجي (أبو حسن) قبل اليوم بثلاثين سنة، أنه مات، أو قتل، أو انتحر، لكان قلبي امتلأ بالشحم واللحم، ولكنتُ رقصت وزغردت، وغنيت (هيّي لِنَا هيَي لِنَا، وزينوا المرجة والمرجة زينة).. وقلت "الله يحرق نَفَسُه"! أي نعم. بتعرف ليش؟ لأنو حرق قلبي.. الله يرحمه على كل حال. رَبَّط عليَّ الطرق.
قال الحكواتي، يا سادة يا كرام: فلما أصبحت صبحية (المرأة التي ولولت) في مواجهة رئيس القسم، قالت: إهي إهي (بكت)، ثم مسحت دموعها بكمها وتابعت تقول:
- يا سيدي، يا أبو القسم، مبين عليك أنك واحد فهمان، ولولا ذلك ما عينوك فوق كل هل العالم في القسم. اسمعني بشكل مليح ولا تستعجل علي رجاءً. أنا لو كان جاءني خبر زوجي (أبو حسن) قبل اليوم بثلاثين سنة، أنه مات، أو قتل، أو انتحر، لكان قلبي امتلأ بالشحم واللحم، ولكنتُ رقصت وزغردت، وغنيت (هيّي لِنَا هيَي لِنَا، وزينوا المرجة والمرجة زينة).. وقلت "الله يحرق نَفَسُه"! أي نعم. بتعرف ليش؟ لأنو حرق قلبي.. الله يرحمه على كل حال. رَبَّط عليَّ الطرق.
قال رئيس القسم: ما فهمت. شلون يعني؟
قالت: أنا كنت، في تلك الأيام، بنتاً صغيرة، أعيش في بيت أهلي معززة مكرمة، وكنت مثل الغزالة الشاردة، حسن وجمال وشيء يُشهي القلب، يا عين خالتك، والمرحوم أحبني وألح في حبه عليَّ، فارتبكت، وقلت لنفسي كيف ممكن تخلصي يا صبيحة من هذه البلوة المكبرة؟ دورت، بحبشت، سألت، قالوا لي "ما في قدامك حل واحد، هو أن تتزوجيه"، فانضربت على قلبي وتزوجته، وهكذا خلصت منه!
قال الراوي: فضحك رئيس القسم، يا أخوان، من كل قلبه، وقال لها ودموع الضحك تنفر من عينيه:
- هيك خلصت منه؟!
فقالت: معلوم، لو لم أتزوجه كان سيظل ملاحقني مثل التوتو. الحاصل، أنا لا أحبه، وهو يموت علي، فإذا بنا نخلف المغضوب حسن.
قال: قصدك هذا الذي قتل أباه؟
فلوت كفها اليسرى، وضربت اليمنى فوقها، وشفطت نفساً سوقياً وقالت:
- قتله؟ أهذا خرج يقتل ويضرب؟ أي بحياته ما آذى نملة.
عرك رئيس القسم عينيه غير مصدق ما سمع، وقال لها:
- ألم تقولي إنه قتل أباه؟
- بلى، قلت.
- طيب طيب بماذا قتله؟ بالمسدس؟
- لا.
- شنقاً؟
- لا.
- حط المخدة على فمه وظل يكبس حتى أخرج روحه؟
- لا.
- بماذا قتله إذاً؟
- بالغباء يا عين خالتك. ابني غبي لدرجة.
فاستوى رئيس القسم جالساً، بعدما كان واقفاً، لاعتقاده بأن الحكاية صغيرة، ومفهومة، ويمكن أن تنتهي في دقائق، وقال:
- اقعدوا أنتم (هذا لمروان وصحبه). اعمل لنا شاي (هذا للحاجب) هاتي من الأول (هذه لأم حسن).