02 سبتمبر 2024
فساد أمني على زمن صدام حسين
كانت تتخلل جلسات "الإمتاع والمؤانسة" التي نعقدها في مدينة الريحانية التركية استراحاتٌ قصيرة نتناول فيها الطعام، وبعدها نرتشف الشاي الخمير، وخلال ذلك نستأنف قص الحكايات، وتبادل النكات والطرائف.
في إحدى الجلسات حَضَّرَ العم أبو محمد وأولادُه بضعة أنواع من مشاوي اللحم الضاني على الطريقة السورية، وقال لنا إن لحم الخروف السوري (العَوَاس) هو الألذ والأطيب في العالم كله، ولا سيما حينما يكون المرء فناناً في تحضيره، يأخذ الفتايل للشقف، ويضع الباقي تحت سيخ الفَرم لأجل صناعة الكباب، ويأتي البصل المشوي والبندورة المشوية فيعطيان لها نكهة إضافية.
قال الأستاذ كمال وهو يرتشف الشاي باستمتاع: يقول العلماء إن تناول الشاي بعد الغداء خطأ فادح، لأنه يَحُول دونَ امتصاص الجسم لمادة الحديد، ولكننا نحن السوريين إذا لم نشرب الشاي بعد الغداء يمكن أن يسوء مزاجُنا ولا أعتقد أن بإمكان أي سوري أن يصبر على الشاي ثلاث ساعات متواصلة بعد الطعام كما يوصي الأطباء.
قال أبو الجود ضاحكاً: يسوء مزاجنا وبس؟ من دون يمين أنا إذا تأخر الشاي بعد الغداء أعمل مشكلة قد لا تنتهي بثلاثة أيام.. مرة من المرات أنا ضربت ابني بكف جعله يفتل في أرضه مثل الغازول، ولما طلع إلى الزقاق وهو يولول سأله الجيران عما سبب بكاءه فقال: شاي! وفيما بعد صار يعرف بلقب (أبو شاي).
قال أبو مراد: حديثكم اليوم كله عن الأكل والشرب. شوقتونا نرجع لسيرة المخبر تبع اتحاد الكتاب العرب. أنا أعجبتني حكايته مع الروائي "ميم" وخاصة عندما كشفه على حقيقته أمام الناس.
قلت: بعد الموقف الذي تعرض له في منزل الروائي "ميم"، دخل الشاعر المخبر فلان الفلاني في مرحلة جديدة.
قال العم أبو محمد: هات خبرنا يا أستاذ.
قلت: في السابق يا عمي أبو محمد كان فلان الفلاني يعمل مع المخابرات علناً، ولا يعرف طريقةً للتغطية على ضحالة موهبته أمامنا سوى تخويفنا بالمخابرات، وأما في المرحلة الجديدة فقد قرر أن يعتبرنا أغبياء، أو خرفانين.
قال أبو الجود ضاحكاً: هيك؟ من الباب للطاقة؟
قلت: أي والله، هيك، من الباب للطاقة. وتفصيل الحكاية أننا دعينا لحضور أمسية شعرية لصديقنا الشاعر (عين عين) القادم من دمشق، فذهبنا إكراماً له، وإذا بفلان الفلاني يتقدم من المنصة ويباشر بلعب دور (عريف الأمسية)، وبدلاً من أن يقدم الشاعر الضيف ببضع كلمات قال ما يلي: أيها الإخوة، أيها الرفاق، أريد أن أقول لكم باختصار.. حاميها حراميها. إن بعض رجال الأمن، عوضاً عن قيامهم بواجبهم في حماية الناس نراهم يستغلون حاجاتهم، ويبتزونهم. وأنا سأستغل وجود الشاعر الكبير عين عين بيننا وأقرأ لكم هذه الأبيات.. وشرع يقرأ لنا أبياتاً يهجو فيها رجل الأمن الذي يأمر بتوقيف إنسان بريء، ثم يأخذ من أهله رشوة ليطلق سراحه، وإذا جاء بامرأة للتحقيق يراودها عن نفسها.
قال أبو زاهر: لا شك أنه يلعب لعبة وسخة بالاتفاق مع رجال الأمن.
قال الأستاذ كمال: نعم. هو بدأ باللعبة، كما علمنا، بالاتفاق مع جماعة الأمن العسكري، ولكن، كان في الصالة عناصر من الأمن الجوي، ومن أمن الدولة، ومن الأمن السياسي، ويبدو أنه، أثناء إلقاء القصيدة، لاحظ تَمُلْمُلَهُم، وربما تَحَرَّك أحدُهم باتجاهه، فتوقف عن إلقاء الشعر، وراح يتحدث ارتجالاً، فقال: إن الأفعال التي تحدثت عنها في القصيدة التي صدرت عن العنصر الأمني لا يرضى عنها الرئيس بشار الأسد، ابن القائد التاريخي الخالد حافظ الأسد، الذي نستمد من فكره ما يكفي ليضيء طريقنا إلى المستقبل..
وحينما وجد (فلانٌ الفلاني) أن أعين العناصر ما تزال محمرة منه، اضطر للقول بأن عناصر الأمن الذين حكى عنهم في قصيدته ليسوا من قطرنا الصامد، وإنما عَنَيْتُ بهذه القصيدة عناصرَ مخابراتية عراقية كانت تعيث في الأرض فساداً أيام صدام حسين!
للحديث صلة...
قال العم أبو محمد: هات خبرنا يا أستاذ.
قلت: في السابق يا عمي أبو محمد كان فلان الفلاني يعمل مع المخابرات علناً، ولا يعرف طريقةً للتغطية على ضحالة موهبته أمامنا سوى تخويفنا بالمخابرات، وأما في المرحلة الجديدة فقد قرر أن يعتبرنا أغبياء، أو خرفانين.
قال أبو الجود ضاحكاً: هيك؟ من الباب للطاقة؟
قلت: أي والله، هيك، من الباب للطاقة. وتفصيل الحكاية أننا دعينا لحضور أمسية شعرية لصديقنا الشاعر (عين عين) القادم من دمشق، فذهبنا إكراماً له، وإذا بفلان الفلاني يتقدم من المنصة ويباشر بلعب دور (عريف الأمسية)، وبدلاً من أن يقدم الشاعر الضيف ببضع كلمات قال ما يلي: أيها الإخوة، أيها الرفاق، أريد أن أقول لكم باختصار.. حاميها حراميها. إن بعض رجال الأمن، عوضاً عن قيامهم بواجبهم في حماية الناس نراهم يستغلون حاجاتهم، ويبتزونهم. وأنا سأستغل وجود الشاعر الكبير عين عين بيننا وأقرأ لكم هذه الأبيات.. وشرع يقرأ لنا أبياتاً يهجو فيها رجل الأمن الذي يأمر بتوقيف إنسان بريء، ثم يأخذ من أهله رشوة ليطلق سراحه، وإذا جاء بامرأة للتحقيق يراودها عن نفسها.
قال أبو زاهر: لا شك أنه يلعب لعبة وسخة بالاتفاق مع رجال الأمن.
قال الأستاذ كمال: نعم. هو بدأ باللعبة، كما علمنا، بالاتفاق مع جماعة الأمن العسكري، ولكن، كان في الصالة عناصر من الأمن الجوي، ومن أمن الدولة، ومن الأمن السياسي، ويبدو أنه، أثناء إلقاء القصيدة، لاحظ تَمُلْمُلَهُم، وربما تَحَرَّك أحدُهم باتجاهه، فتوقف عن إلقاء الشعر، وراح يتحدث ارتجالاً، فقال: إن الأفعال التي تحدثت عنها في القصيدة التي صدرت عن العنصر الأمني لا يرضى عنها الرئيس بشار الأسد، ابن القائد التاريخي الخالد حافظ الأسد، الذي نستمد من فكره ما يكفي ليضيء طريقنا إلى المستقبل..
وحينما وجد (فلانٌ الفلاني) أن أعين العناصر ما تزال محمرة منه، اضطر للقول بأن عناصر الأمن الذين حكى عنهم في قصيدته ليسوا من قطرنا الصامد، وإنما عَنَيْتُ بهذه القصيدة عناصرَ مخابراتية عراقية كانت تعيث في الأرض فساداً أيام صدام حسين!
للحديث صلة...