غزة يجب أن تركع

20 مارس 2018
+ الخط -

كشرت الوحوش عن أنيابها، وبانت أهدافها الحقيقية، وظهرت الوجوه الحقيقية بلا أقنعة تجميلية، أو شعارات رنانة، والهدف أضحى واضحاً غزة يجب أن تركع، ولا بديل عن استسلام غزة بدون قيد أو شرط حتى تمر صفقة القرن، وينتهي الصداع المزمن المسمى بالقضية الفلسطينية.

فخطاب عباس يوم أمس كشف عن العقبة التي تشكلها غزة في طريق تمرير صفقة القرن، ولا يغتر أحد بهجومه على السفير الأميركي في إسرائيل أو الولايات المتحدة، فالهجوم لذر الرماد في العيون لا أكثر، وإظهار عباس نفسه بأنه حامي المشروع الفلسطيني وأنه ضد صفقة القرن ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.


فقطاع غزة هو العقبة الوحيدة المتبقية في وجه صفقة القرن، التي يتم تحضيرها منذ فترة برعاية أميركية وبعض الدول العربية التي ترغب في إنهاء القضية الفلسطينية، وبداية علاقات حميمية مع إسرائيل وتحقيق حلم إسرائيل الأكبر في أن تكون في محيط من الأصدقاء وليس الأعداء، وهو ما يتم الدعاية له بشكل كبير في هذه الأيام.

والعقوبات التي فرضها عباس من قبل والتي قرر فرضها في خطاب أمس تؤثر بشكل كبير على حياة الغزيين، وتجعل حياتهم مأساوية وكارثية بشكل هائل، فلماذا هذه العقوبات؟ ولأي هدف يفرضها عباس؟ أليس الهدف واضحاً؟ يجب على فصائل المقاومة أن تسلم سلاحها لعباس، وأن تقبل كل ما يفرضه المجتمع الدولي عليها، ولا سبيل غير ذلك لإنقاذ غزة من الكارثة الإنسانية التي تعيش فيها.

وما محاولة اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدلله التي نفذت قبل أيام إلا غطاء لهذا الهدف، فمن الذي نفذ هذه العملية؟ وما مصلحته؟ وأي أساس استند عباس في اتهامه لحركة حماس بأنها وراء العملية؟ هل هناك أدلة على ما يقوله عباس؟ فليخرج للعالم كله ذلك وحينها فقط يصبح معه الحق في فرض عقوبات جديدة، أما رمي الاتهامات وفرض العقوبات بمجرد أوهام وظنون فهو دليل كبير على وجود هدف آخر لكل هذه العقوبات والاتهامات.

إن خطاب عباس يوم أمس كان بمثابة دق المسمار الأخير في نعش المصالحة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته تمهيد الطريق لصفقة القرن التي لن تمر إلا بتركيع غزة العقبة الأخيرة في طريق هذه الصفقة المشؤومة.
628B453A-6CE7-43FA-BC9C-FD29A4213040
صلاح عطية برهوم

كاتب مقالات ومحرر صحفي عملت لدى العديد من المواقع الإلكترونية.يقول: أسعى إلى أن يكون لي دور في نهضة الأمة الإسلامية وتحريرها من نير الإستبداد والتخلف والجهل المسيطر عليها منذ عقود.

مدونات أخرى