02 سبتمبر 2024
"سَحْلُول" ممرض بشري وبيطري
كانت فكرة الدكتور مجاهد، المتعلقة بأهمية تعيين الشاب الأهبل "سحلول" برتبة ممرض، ناجحة لأبعد الحدود. فمنذ ذلك التاريخ، أصبح الزبائن الذين ينتظرون الدور في العيادة بعيدين جداً عن الملل. بإمكان الواحد منهم، الآن، أن يدخل في حديث أو سجال مع "سحلول" ويكون الآخرون مستمتعين بهذا السجال، إذ يتخلصون من ثقل الانتظار والصمت والنظر إلى الساعة..
وقد حدث هذا بالفعل؛ حتى إن أحد الزبائن جاء دورُه، ونادت عليه الممرضة لكي يدخل إلى غرفة المعاينة، فقال لها:
وقد حدث هذا بالفعل؛ حتى إن أحد الزبائن جاء دورُه، ونادت عليه الممرضة لكي يدخل إلى غرفة المعاينة، فقال لها:
- أنا مو مستعجل. خلي اللي دوره بعدي يدخل لعند الدكتور.
وتابع مساجلته مع سحلول.
ذات مرة، جاء إلى العيادة، العم "أبو علي الخرطي"، ألقى السلام على الجميع، وجلس على كرسي قريب من مكان وقوف "سحلول". قالت الممرضة:
- تفضل يا أخ. حضرتك تريد أن يعاينك الدكتور؟
قال: لا والله. شكراً. واستدرك قائلاً:
- على رأسي أنت والدكتور، ولكن أنا جيت حتى أشوف الأخ سحلول بأمر فيه الخير لي وله إن شاء الله.
قال سحلول مخاطباً "أبا علي" بنوع من التعالي: نعم؟ أشو بتريد مني؟ ما بتعرف أن هون مكان عمل؟
قال أبو علي: وطي صوتك واسمعني. الشغلة راح تستفيد منها بقرشين، والشغل راح يكون بعد الدوام. يعني (عمل إضافي).
قال سحلول باهتمام: أيش هيي الشغلة؟
قال أبو علي: عندي بقرة، يبدو أن شهيتها للطعام ضعيفة، من الصبح حتى الآن لم تأكل سوى عشرين كيلو تبن، ورطلين شعير، بدي منك تروح معي وتعطيها إبرة بالعضل لفتح الشهية. وعندي كمان جَدِي، يترك والدته السخلة ويهرب، مثل السعدان ينط من جرف لجرف ومن صخرة لصخرة، بدي منك تعطيه دواء مهدئ، عسى أن يصير قليل الحركة ويمشي بجوار والدته بلا شيطنة، وعندي..
فجأة انفلت سحلول بالضحك، الأمر الذي لفت أنظار الزبائن، وجعل الدكتور مجاهد يخرج من غرفة المعاينة.. ويقول:
- خير يا سحلول؟ على أيش تضحك؟ أضحكنا معك.
قال سحلول: تعال تفرج يا دكتور على هذا الأهبل المجنون أبو علي الخرطي. مفكرني ممرض بيطري، بده مني أن أداوي له البقرة والجدي.
فهم الدكتور مجاهد اللعبة التي يلعبها "أبو علي الخرطي" مع سحلول، وتصنع قمة الجد وقال لأبي علي: أنت غلطان بالنمرة يا أخ أبو علي. إن ممرضي سحلول مختص بالتمريض البشري.
استطاع أبو علي أن يكبت ضحكة ألمت به نتيجة لملاحظة الدكتور، وقال له:
- عفواً دكتور. يعني شلون ممرض بشري؟
قال مجاهد: يعني يقوم بالأعمال التي يتطلبها المرضى من البشر الذين مثلي ومثلك، ومثل هالناس الأوادم الموجودين هون، من قياس ضغط، إلى تعليق سيروم، إلى دحش تحميلة..
قال أبو علي: شيء عجيب والله. يعني إذا كنت أنا مريض، وأنتَ كتبت لي أن آخذ إبرة بالعضل، هل يستطيع هو أن يحقنني إياها بالعضل بسهولة؟
قال مجاهد: نجرب. تعال سحلول.
اقترب سحلول من مجاهد، فأعطاه إبرة فارغة (سيرنج) وقال له:
- يا الله يا شاطر. اضربها لعمك أبو علي.
قال سحلول: حاضر دكتور.
وحمل السيرنج واقترب من أبو علي. وقال:
- ما شاء الله. شوفوا مؤخرة أبو علي ما أكبرها. من دون يمين بحجم مؤخرة الكديش.
استغل أبو علي الفرصة وقال له:
- سمعت يا دكتور؟ اشهدوا يا ناس. أنا كديش، والأخ سحلول يريد أن يضربني إبرة. يعني هو ممرض بيطري. إنه يعترف بعضمة لسانه!
انفلت الزبائن بالضحك. وأما سحلول فقد أعاد السيرنج إلى مكانه وقال:
- بطلت أعطيك إبرة. ان شالله تموت. إذا أنت مت يا أبو مؤخرة الكديش، أنا أيش فارقة معي؟! متل رِجْلي.
وتابع مساجلته مع سحلول.
ذات مرة، جاء إلى العيادة، العم "أبو علي الخرطي"، ألقى السلام على الجميع، وجلس على كرسي قريب من مكان وقوف "سحلول". قالت الممرضة:
- تفضل يا أخ. حضرتك تريد أن يعاينك الدكتور؟
قال: لا والله. شكراً. واستدرك قائلاً:
- على رأسي أنت والدكتور، ولكن أنا جيت حتى أشوف الأخ سحلول بأمر فيه الخير لي وله إن شاء الله.
قال سحلول مخاطباً "أبا علي" بنوع من التعالي: نعم؟ أشو بتريد مني؟ ما بتعرف أن هون مكان عمل؟
قال أبو علي: وطي صوتك واسمعني. الشغلة راح تستفيد منها بقرشين، والشغل راح يكون بعد الدوام. يعني (عمل إضافي).
قال سحلول باهتمام: أيش هيي الشغلة؟
قال أبو علي: عندي بقرة، يبدو أن شهيتها للطعام ضعيفة، من الصبح حتى الآن لم تأكل سوى عشرين كيلو تبن، ورطلين شعير، بدي منك تروح معي وتعطيها إبرة بالعضل لفتح الشهية. وعندي كمان جَدِي، يترك والدته السخلة ويهرب، مثل السعدان ينط من جرف لجرف ومن صخرة لصخرة، بدي منك تعطيه دواء مهدئ، عسى أن يصير قليل الحركة ويمشي بجوار والدته بلا شيطنة، وعندي..
فجأة انفلت سحلول بالضحك، الأمر الذي لفت أنظار الزبائن، وجعل الدكتور مجاهد يخرج من غرفة المعاينة.. ويقول:
- خير يا سحلول؟ على أيش تضحك؟ أضحكنا معك.
قال سحلول: تعال تفرج يا دكتور على هذا الأهبل المجنون أبو علي الخرطي. مفكرني ممرض بيطري، بده مني أن أداوي له البقرة والجدي.
فهم الدكتور مجاهد اللعبة التي يلعبها "أبو علي الخرطي" مع سحلول، وتصنع قمة الجد وقال لأبي علي: أنت غلطان بالنمرة يا أخ أبو علي. إن ممرضي سحلول مختص بالتمريض البشري.
استطاع أبو علي أن يكبت ضحكة ألمت به نتيجة لملاحظة الدكتور، وقال له:
- عفواً دكتور. يعني شلون ممرض بشري؟
قال مجاهد: يعني يقوم بالأعمال التي يتطلبها المرضى من البشر الذين مثلي ومثلك، ومثل هالناس الأوادم الموجودين هون، من قياس ضغط، إلى تعليق سيروم، إلى دحش تحميلة..
قال أبو علي: شيء عجيب والله. يعني إذا كنت أنا مريض، وأنتَ كتبت لي أن آخذ إبرة بالعضل، هل يستطيع هو أن يحقنني إياها بالعضل بسهولة؟
قال مجاهد: نجرب. تعال سحلول.
اقترب سحلول من مجاهد، فأعطاه إبرة فارغة (سيرنج) وقال له:
- يا الله يا شاطر. اضربها لعمك أبو علي.
قال سحلول: حاضر دكتور.
وحمل السيرنج واقترب من أبو علي. وقال:
- ما شاء الله. شوفوا مؤخرة أبو علي ما أكبرها. من دون يمين بحجم مؤخرة الكديش.
استغل أبو علي الفرصة وقال له:
- سمعت يا دكتور؟ اشهدوا يا ناس. أنا كديش، والأخ سحلول يريد أن يضربني إبرة. يعني هو ممرض بيطري. إنه يعترف بعضمة لسانه!
انفلت الزبائن بالضحك. وأما سحلول فقد أعاد السيرنج إلى مكانه وقال:
- بطلت أعطيك إبرة. ان شالله تموت. إذا أنت مت يا أبو مؤخرة الكديش، أنا أيش فارقة معي؟! متل رِجْلي.