اليمن... ما بين ثورة الشعب ونكبة الإمامة
إنّ يوم 21 سبتمبر/ أيلول هو حدثٌ دخيلٌ على تاريخ اليمن، لأنّه يمثّل نقطة تحوّلٍ سلبيّةٍ وقفت حجر عثرةٍ أمام تحقيق مُخرجات الحوار الوطني وثورة فبراير/ شباط اليمنية. لقد كانت هذه اللحظة انتكاسة، وهي بداية حقبة مظلمة أدخلت البلاد في دوامةٍ من الحروب والدماء. هذا الانقلاب لم يؤدِ فقط إلى زعزعةِ الاستقرار في اليمن، بل ألقى بظلاله على آمال الشعب اليمني في بناءِ مستقبلٍ أفضل.
ففي هذا اليوم أُحبطت الجهود الراميّة والساعيّة لتطبيق مُخرجات الحوار الوطني من أجل تحقيق السلام والتوافق، وقُسّمت البلاد إلى فئاتٍ متنازعة، ممّا أحدث فوضى عارمة.
إنّ نكبة 21 سبتمبر/ أيلول ليست مجرّد تاريخ؛ إنّها يوم لتراجعِ التاريخ إلى مهدِ الإمامة السابقة، وتجسيد لإرادةِ الإمامة التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الأُسريّة والسلاليّة على حساب الشعب. ولهذا، يحتفي اليمنيون دومًا بذكرى ثورة 26 سبتمبر/ أيلول، التي أضاءت دروب الحريّة والانعتاق من الاستبداد، ومثّلت ملحمةً تاريخيّة تجلّت بميلاد حلم الشعب في التحرّر من ظلمِ نظام الإمامة الملكيّة الذي عانى منه اليمنيون لعقود.
كلّ قلمٍ يكتب عن ثورة 26 سبتمبر/ أيلول هو سلاحٌ يقتلع جذور الفكر الحوثي
علينا أن نواجه نكبة 21 سبتمبر/أيلول بوضوحِ فكرٍ ووعيٍ بمخاطرها، مع الثبات على مبادئ ثورة 26 سبتمبر/أيلول. ونؤكّد أنّ اليمن لن يرسم مستقبلًا مشرقًا إلا من خلال الوحدة والتعاون، بعيدًا عن أيّ أفكار دخيلة تسعى لتدمير المكتسبات الوطنيّة. ولهذا نقوم بالتوعية بمخاطرها، ونكتب بأقلامنا لندحر فكر الحوثي ونغرس مبادئ ثورة 26 سبتمبر/ أيلول بديلًا عن هذا الفكر المتطرّف.
فكل قلم يكتب عن ثورة 26 سبتمبر/ أيلول هو سلاحٌ يقتلع جذور الفكر الحوثي، يهزّ أركانه ويزعزع استقراره. فالكلمات ليست مجرّد حروف، بل هي طلقات من نار تدكّ حصون الجهل والاستبداد.
عندما تُرفع أصوات الأحرار ويتردّد صدى ذكرى الثورة، يشعر الحوثيون بالذعر، لأنّهم يدركون هشاشة فكرتهم وركاكة مبدأهم وقبح مشروعهم. فهم يعلمون تمامًا أنّ التاريخ لا يُمحى، وأنّ إرادة الشعب لا تُقهر، وأنّهم في النهاية سيزولون.
عندما تُرفع أصوات الأحرار ويتردّد صدى ذكرى الثورة، يشعر الحوثيون بالذعر، لأنّهم يدركون هشاشة فكرتهم
إنّ يوم 26 سبتمبر/ أيلول ليس مجرّد تاريخ؛ بل هو روحٌ حيّة تتجلّى في عروق كلِّ يمني، إنّه رمزٌ للنضال وصرخةٌ في وجه الطغيان. كلّ من يرفع هذا الشعار يمثل تهديدًا وجوديًا لسلطتهم المهزوزة. ورغم محاولاتهم لقمع الأصوات الحرّة، فإنّهم غافلون عن حقيقة أنّ القلوب الحرّة لا تُقمع.
ستظلّ ثورة 26 سبتمبر/ أيلول كابوسًا يُلاحق الإمامة، وسيظلّ الشعب اليمني حرًّا، يحمل في عروقه دماء الثوار. نحن هنا لنكتبَ التاريخ من جديد، ولننقشَ في ذاكرةِ الأجيال أنّ الحريّة هي الأصل، وأنّ الاستبداد إلى زوال.
كما اقتلعت ثورة 26 سبتمبر/ أيلول جذور الاستبداد الذي عانى منه اليمن لعقود، فإنّ إرادة الشعب اليمني اليوم ستقتلع جذور الحوثي وكلّ مظاهر الظلم والاستبداد.