02 سبتمبر 2024
المضحك المبكي (6)
في مستهل جلسة الإمتاع والمؤانسة، قال أبو إبراهيم إنه يعرف قصة ظريفة جرت أحداثُها في إدلب قبل مدة طويلة. والقصة كانت غائبة عن ذاكرته، ولكن الحكاية التي رواها الأستاذ كمال عن صاحب الكولبة (البَرَّاكِيّة) الذي أصبح عضواً في مجلس الشعب ذَكَّرَتْه بها.
قال أبو محمد: يا ريتْ تحتفظْ بقصتك شوي أخي أبو إبراهيم، لأني حاببْ أعرفْ أيش صار مع صاحب الكولبة لَمَّا وصلْ عَ مجلس الشعبْ. حَكوا لنا الشبابْ إنُّه كان حلم حياتُه يشوفْ حافظ الأسدْ شخصي ويتباركْ فيه. يا ترى شافُه ولا لأ؟
قال كمال: منشانْ سهولة الرواية خلونا نصطلحْ على تسمية صاحبْ الكولبة اللي صار عضو مجلس الشعب باسم: أبو عبدو. طبعاً أبو عبدو تحقق حلمُه، لأنه حافيييظ كان يزور مجلس الشعب كل مدة، وخاصة بعد الانتخابات التشريعية، الهدفْ من الزيارة إنُّه يلتقي بالأعضاء الجددْ ويتعرف عليهم. وكانْ اللقاء بين التنين طريف للغاية.
قال أبو جهاد: طريف؟ ليش أيش صار؟
قال كمال: كان أبو عبدو راسمْ في ذهنُه خطة جهنمية بتتعلقْ بلحظة لقاؤه مع حافييظ، ملخصْها إنه من وقتْ ما بتوقَعْ عينُه عليه بدّه يحضنُه ويبوسُه ويتبارَكْ فيه، ويقول له كَمْ بيتْ شِعْرْ من اللي كان يقراهم من عَ قَفَا أوراقْ الروزنامة ويحفظهم بصعوبة، لاكنْ اللي صارْ إنه عناصرْ المرافقة والمراسمْ تبعْ حافيييظ كانوا إلُه بالمرصاد، من لما تحرك باتجاه حافييظ أجاه واحدْ من قدامْ، وتنين من الخلفْ.. القدامي دفشُه لَوَرَا، والتنين اللي وَرَا سحبوه متل خاروفْ العيدْ باتجاه زاوية جانبية، وتكاتروا عليه، وعملوا لُه بهدلة من كعب الدست، وقال له واحد منهم:
- شو هالتصرفْ غيرْ المسؤولْ يا رفيقْ؟ هادْ رئيسْ دولة هادْ، إذا كلّ واحدْ شافُه بَدُّه يعبطُه ويبوسُه بيمضّي النهارْ كله على عَبْطْ وتَبْويس، بهالحالة الرئيس ما بيشتغلْ شي من قضايا الدولة والشعب. حضرتك ما بتعرف إنه الجولان محتل وبدُّه تحريرْ؟ قلي لأشوفْ، الجولان إذا ما حَرَّرُه السيد الرئيس حافظ الأسد مين بده يحرره؟.. في هاي اللحظة شعر أبو عبدو بالإهانة، لأنه الرَجُلْ كان عَمْ يزاود عليه.. صعبتْ عليه الشغلة لأنه هوي معلم المعلمين في المزاودة، وإذا حدا بيعمل مسابقة في المزاودة بيشارك فيها أبو عبدو بياخدْ المركزْ الأولْ من دون منافسة! لذلك قَرَّرْ الانتقالْ من موقعْ الدفاعْ عن النفسْ لموقعْ الهجومْ، وقال للعنصر: صَحِّحْ معلوماتَكْ يا رفيقْ. السيد الرئيس، قائدْنا المُلْهَمْ حافظ الأسدْ مو بس بده يحرر الجولان، كمان بده يحررْ لواءْ اسكندرونْ، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وسيناء، يا سيدي وبده يحرر كمان فلسطين، والأهوازْ، وما بعرف أشو إسمها الجُزُرْ اللي آخدتها إيرانْ من الإماراتْ.. كمان بده يحررها. الله وكيلك أنا بعرف كل هالحكي وأكترْ، بس أنا ببساطة حبيتْ أبوسْ السيدْ الرئيسْ لأني بحبه. هون أظهرْ عنصرْ من المرافقة استياؤُهْ من وصلة المزاودة الحقيرة اللي سَحَبْهَا أبو عبدو، وقال له: يا سلامْ عَ الذَكَا والمفهومية، مفكرْ إنه ما في غيرْ حضرتك بتحبُّه للسيد الرئيس؟ ولاك هادا قائد تاريخي، بتعرف شو يعني تاريخي؟ يعني كلياتنا منحبه، لأ، مو بس نحنْ، ترى كل الأمة العربية بتحبه! قال أبو عبدو للعنصر: كمان هاي المعلومة بعرفها، بس أنا دائماً بشوف الرئيسْ في الاحتفالاتْ واللقاءات لما بيسلموا عليه الناسْ بيوقفوا معه وبيحكوا معه وجه لوجه، ومرة في واحدْ من بلدنا زار السيد الرئيس ضمن وفد رجال دين وتعشوا مع سيادته في القصر الجمهوري، ومن لما شافه للسيد الرئيس حَطّ إيدُه على إدنه وصاح موال سبعاوي، وبوقتها كل الموجودين وقفوا وصاروا يتفرجوا، وَلَا أخو أختُه من عناصر المرافقة الموجودين استرجى يقربْ عَ الزلمة ويمنعُه من صياح الموال، لحتى كَفَّنُه. العناصرْ صاحوا بصوتْ واحدْ: شو قلتْ؟ شو؟ كَفَّنُه؟ هونْ أحسْ أبو عبدو إنه عَكّْ، فقال: طولوا بالكم يا رفاق، كَفَّنْ المَوَّالْ، بلغة أهل إدلب، معناها تابع فيه لحتى وصل لآخرْ بيتْ، يعني خَتَمُه.
قال أبو جهاد: يخربْ بيتْ هالزلمة ما أجحشه. طمني أستاذ كمال، إن شا الله عملوا لُه فلقة لهالواطي؟
قال كمال: لأ طبعاً. هدول أعضاء مجلس الشعب كانوا يتمتعوا بحصانة شكلية.
سأل أبو محمد: شلون يعني شكلية؟
قال كمال: يعني العضو بيبقى إلُه حصانة طالما بقي محترمْ حالُه، وعرفان إنه ما إله قيمة، وملتزم بالشروط الأساسية المتعارَفْ عليها للعضو المثالي، وهيي إنه ما بيحكي أي شي بيمسّ عائلة الأسد، ولا بيمسّ الحلقة المقربة من حافيييظ، وما بيجوز يجيب سيرة رجال المخابرات.. إلى آخره.
قال أبو ماهر: ما عرفنا كيف انتهتْ القصة بين أبو عبدو والمرافقة تبع حافيييظ.
قال كمال: مو بالسهولة إنه واحدْ حقيرْ وواطي ودَجَّالْ متلْ أبو عبدو يتراجعْ عن خطة راسمْها في ذهنُه، خطة بتخليه يتسلق درجة واحدة لفوق. إذا بتتذكروا لما حكينا عنه قلنا إنه هوي شخصْ عديمْ المؤهلاتْ العلمية والاجتماعية والأخلاقية والسلوكية.. يعني، باختصار، ما عنده شي يخسرُه.
ولذلك رفع صوته خلال النقاش مع عناصر المرافقة والمراسم، حتى سمعه حافييظ، وطلبْ من عناصرُه يتركوه، فتركوه بالفعل، ومشي بسرعة باتجاهه وقال له: يا سيدي ومولاي ورئيسي أنا ما بدي شي من هالدنيا غير إني أسَلّمْ عليك، وأبوسك. كتيرْ هالطلبْ يا سيادة الرئيس؟ فابتسمْ حافييظ، وسمحْ لُه يعبطُه ويبوسُه، وبوقتها، رجع أبو عبدو لَوَرَا خطوتينْ وصاحْ:
قال أبو محمد: يا ريتْ تحتفظْ بقصتك شوي أخي أبو إبراهيم، لأني حاببْ أعرفْ أيش صار مع صاحب الكولبة لَمَّا وصلْ عَ مجلس الشعبْ. حَكوا لنا الشبابْ إنُّه كان حلم حياتُه يشوفْ حافظ الأسدْ شخصي ويتباركْ فيه. يا ترى شافُه ولا لأ؟
قال كمال: منشانْ سهولة الرواية خلونا نصطلحْ على تسمية صاحبْ الكولبة اللي صار عضو مجلس الشعب باسم: أبو عبدو. طبعاً أبو عبدو تحقق حلمُه، لأنه حافيييظ كان يزور مجلس الشعب كل مدة، وخاصة بعد الانتخابات التشريعية، الهدفْ من الزيارة إنُّه يلتقي بالأعضاء الجددْ ويتعرف عليهم. وكانْ اللقاء بين التنين طريف للغاية.
قال أبو جهاد: طريف؟ ليش أيش صار؟
قال كمال: كان أبو عبدو راسمْ في ذهنُه خطة جهنمية بتتعلقْ بلحظة لقاؤه مع حافييظ، ملخصْها إنه من وقتْ ما بتوقَعْ عينُه عليه بدّه يحضنُه ويبوسُه ويتبارَكْ فيه، ويقول له كَمْ بيتْ شِعْرْ من اللي كان يقراهم من عَ قَفَا أوراقْ الروزنامة ويحفظهم بصعوبة، لاكنْ اللي صارْ إنه عناصرْ المرافقة والمراسمْ تبعْ حافيييظ كانوا إلُه بالمرصاد، من لما تحرك باتجاه حافييظ أجاه واحدْ من قدامْ، وتنين من الخلفْ.. القدامي دفشُه لَوَرَا، والتنين اللي وَرَا سحبوه متل خاروفْ العيدْ باتجاه زاوية جانبية، وتكاتروا عليه، وعملوا لُه بهدلة من كعب الدست، وقال له واحد منهم:
- شو هالتصرفْ غيرْ المسؤولْ يا رفيقْ؟ هادْ رئيسْ دولة هادْ، إذا كلّ واحدْ شافُه بَدُّه يعبطُه ويبوسُه بيمضّي النهارْ كله على عَبْطْ وتَبْويس، بهالحالة الرئيس ما بيشتغلْ شي من قضايا الدولة والشعب. حضرتك ما بتعرف إنه الجولان محتل وبدُّه تحريرْ؟ قلي لأشوفْ، الجولان إذا ما حَرَّرُه السيد الرئيس حافظ الأسد مين بده يحرره؟.. في هاي اللحظة شعر أبو عبدو بالإهانة، لأنه الرَجُلْ كان عَمْ يزاود عليه.. صعبتْ عليه الشغلة لأنه هوي معلم المعلمين في المزاودة، وإذا حدا بيعمل مسابقة في المزاودة بيشارك فيها أبو عبدو بياخدْ المركزْ الأولْ من دون منافسة! لذلك قَرَّرْ الانتقالْ من موقعْ الدفاعْ عن النفسْ لموقعْ الهجومْ، وقال للعنصر: صَحِّحْ معلوماتَكْ يا رفيقْ. السيد الرئيس، قائدْنا المُلْهَمْ حافظ الأسدْ مو بس بده يحرر الجولان، كمان بده يحررْ لواءْ اسكندرونْ، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وسيناء، يا سيدي وبده يحرر كمان فلسطين، والأهوازْ، وما بعرف أشو إسمها الجُزُرْ اللي آخدتها إيرانْ من الإماراتْ.. كمان بده يحررها. الله وكيلك أنا بعرف كل هالحكي وأكترْ، بس أنا ببساطة حبيتْ أبوسْ السيدْ الرئيسْ لأني بحبه. هون أظهرْ عنصرْ من المرافقة استياؤُهْ من وصلة المزاودة الحقيرة اللي سَحَبْهَا أبو عبدو، وقال له: يا سلامْ عَ الذَكَا والمفهومية، مفكرْ إنه ما في غيرْ حضرتك بتحبُّه للسيد الرئيس؟ ولاك هادا قائد تاريخي، بتعرف شو يعني تاريخي؟ يعني كلياتنا منحبه، لأ، مو بس نحنْ، ترى كل الأمة العربية بتحبه! قال أبو عبدو للعنصر: كمان هاي المعلومة بعرفها، بس أنا دائماً بشوف الرئيسْ في الاحتفالاتْ واللقاءات لما بيسلموا عليه الناسْ بيوقفوا معه وبيحكوا معه وجه لوجه، ومرة في واحدْ من بلدنا زار السيد الرئيس ضمن وفد رجال دين وتعشوا مع سيادته في القصر الجمهوري، ومن لما شافه للسيد الرئيس حَطّ إيدُه على إدنه وصاح موال سبعاوي، وبوقتها كل الموجودين وقفوا وصاروا يتفرجوا، وَلَا أخو أختُه من عناصر المرافقة الموجودين استرجى يقربْ عَ الزلمة ويمنعُه من صياح الموال، لحتى كَفَّنُه. العناصرْ صاحوا بصوتْ واحدْ: شو قلتْ؟ شو؟ كَفَّنُه؟ هونْ أحسْ أبو عبدو إنه عَكّْ، فقال: طولوا بالكم يا رفاق، كَفَّنْ المَوَّالْ، بلغة أهل إدلب، معناها تابع فيه لحتى وصل لآخرْ بيتْ، يعني خَتَمُه.
قال أبو جهاد: يخربْ بيتْ هالزلمة ما أجحشه. طمني أستاذ كمال، إن شا الله عملوا لُه فلقة لهالواطي؟
قال كمال: لأ طبعاً. هدول أعضاء مجلس الشعب كانوا يتمتعوا بحصانة شكلية.
سأل أبو محمد: شلون يعني شكلية؟
قال كمال: يعني العضو بيبقى إلُه حصانة طالما بقي محترمْ حالُه، وعرفان إنه ما إله قيمة، وملتزم بالشروط الأساسية المتعارَفْ عليها للعضو المثالي، وهيي إنه ما بيحكي أي شي بيمسّ عائلة الأسد، ولا بيمسّ الحلقة المقربة من حافيييظ، وما بيجوز يجيب سيرة رجال المخابرات.. إلى آخره.
قال أبو ماهر: ما عرفنا كيف انتهتْ القصة بين أبو عبدو والمرافقة تبع حافيييظ.
قال كمال: مو بالسهولة إنه واحدْ حقيرْ وواطي ودَجَّالْ متلْ أبو عبدو يتراجعْ عن خطة راسمْها في ذهنُه، خطة بتخليه يتسلق درجة واحدة لفوق. إذا بتتذكروا لما حكينا عنه قلنا إنه هوي شخصْ عديمْ المؤهلاتْ العلمية والاجتماعية والأخلاقية والسلوكية.. يعني، باختصار، ما عنده شي يخسرُه.
ولذلك رفع صوته خلال النقاش مع عناصر المرافقة والمراسم، حتى سمعه حافييظ، وطلبْ من عناصرُه يتركوه، فتركوه بالفعل، ومشي بسرعة باتجاهه وقال له: يا سيدي ومولاي ورئيسي أنا ما بدي شي من هالدنيا غير إني أسَلّمْ عليك، وأبوسك. كتيرْ هالطلبْ يا سيادة الرئيس؟ فابتسمْ حافييظ، وسمحْ لُه يعبطُه ويبوسُه، وبوقتها، رجع أبو عبدو لَوَرَا خطوتينْ وصاحْ:
تنبهوا واستفيقوا أيها العربُ
فقد طمى الخطبُ حتى غاصتِ الرُكَبُ
(للقصة بقية)