"المرأة والعنف"... كفى استباحة

07 مارس 2023
+ الخط -

لا يكاد يمر يوم (وربما ساعة أو دقيقة أو ثانية) في العالم العربي، إلا وتتعرّض فيه النساء لعنف ما، يبدأ من التنمّر والتعنيف والتحرّش الجنسي، وليس انتهاءً بالقتل، مروراً بكلّ أشكال العنف الذي يجب أن يتوقف وينتهي حالاً، ليس لأنه عار على الحضارة وتعدّياً على العقل والفهم السليم فحسب، بل لأن ثمّة حيوات (هي الأهم والأكثر قداسة) لا نزال نخسرها يوماً بعد يوم، تاركة خلفها أطفالاً وعائلات في حالة يُتم وفقر وعري عاطفي وروحي، ناهيك عن الحزن الذي يجثم على قلوب محبيهن وعائلاتهن على امتداد العمر، مثل ندب في القلب لا يزول.

وعلى الرغم من هذه الـ"يجب" الحاسمة والباترة، والتي نردّدها كلّ يوم، ويزداد ترديدنا لها مع اليوم العالمي للمرأة من كلّ عام، وتتحوّل إلى "تريند" نحتفي به لأيام؛ يعود كلّ شيء بعد ذلك إلى سابق عهده، يعود القتل والتعنيف والتحرّش الذي تتوالى أخباره على مدار العام، وكأنّ شيئاً لا يتغيّر، الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة، ليس حول أسباب هذا العنف وجذوره واستمراره في حياتنا فحسب، بل أيضاً بسبب فشلنا في إيقافه، رغم كلّ هذه الحملات التي تتكرّر عاماً تلو العام، الأمر الذي يضعنا ويضع أدواتنا وأساليبنا وطرقنا ونقدنا نفسه، في مرمى النقد أيضاً، والذي لأجله نطلق هذا الملف في "العربي الجديد"، ليكون تأمّلاً نقدياً في محاولة فهم "السرديات الكامنة والمبرّرة" لقتل النساء في العالمين العربي والإسلامي، وأسباب قصور "حملاتنا" و"ملفاتنا" و"ترينداتنا" في معالجة هذه المسألة والقطع مع هذه الممارسات إلى الأبد.

وبناء عليه، نطلق عدداً من المحاور/النقاط التي يمكن أن تكون فاتحة ومحفزّاً لملفنا هذا، دون أن يعني هذا الاكتفاء بها، إذ يمكن للمشاركين والمشاركات إضافة كلّ ما يرونه مناسباً لإغناء هذا الملف، فأيّ إضافة هي غنى تثري التنوّع والتعدّد وتضيف إليه، خاصة عندما تأتي من النساء، كونهن الأقدر على التعبير، أو "وضع النقاط على الحروف" في مسألة حساسة كهذه.

(1) ما أسباب العنف الذي تتعرّض له النساء؟ أيّة سرديات تحكم عقول القتلة والمتحرّشين، والتي "تبرّر" لهم (من وجهة نظرهم) القيام بهذه الأفعال؟ ومن أين يستمد هؤلاء مفردات سرديتهم أو سردياتهم و"شرعيتها"؟

(2) دائماً ما تتردّد عبارات ومصطلحات مثل "السلطة الذكورية"، "الثقافة الأبوية"، "العقلية الذكورية"... والتي نحيل لها هذا العنف، أو نلصقه بها، حتى غدا الأمر مثل شماعة نعلّق عليها كلّ عيوبنا، ودون أن تشير إلى أي شيء محدّد في كثير من الأحيان. لذا حقاً: ما هي هذه السلطة الذكورية؟ ما هي مجموعة "القيم والعادات والتقاليد" التي تتشكل منها تلك الثقافة الذكورية؟ ومن أين تستمد مفرداتها وشرعيتها؟ وأي دور للأسرة والعائلة والمدرسة والجامعة والمجتمع والخطاب الديني والجامع، وأيضاً خطاب النساء أنفسهن، في تغذية هذه السرديات أو محاربتها؟

(3) كيف تتعامل وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، مع قضايا العنف ضد النساء، هل ثمّة رؤية ومنهج واضحين ومحدّدين في الخطاب الإعلامي؟ 

(4) إلى أيّ حد تلعب اللغة والخطاب المستخدمين في الحياة اليومية والمدرسة والصحيفة والتلفزيون والجامع والكتاب... دوراً في تغذية هذا العنف والتطبيع معه. هل لغتنا بطبعها وبنيتها وطرق تكوّنها "ذكورية"؟ هل تؤدي جندرة اللغة إلى تخفيف هذا العنف، وتساعد في تجفيف منابعه؟

(5) هل مسألة تحرّر المرأة والنضال النسوي وإيقاف العنف ضد النساء... هي مسألة تخصّ النساء وحدهن بعيداً عن الرجال، أم هي معركة على الطرفين خوضها معاً، وبأيّة شروط؟ وكيف؟

(6) أي دور يلعبه الخطاب الديني السائد في مسألة تحرّر المرأة وإيقاف العنف ضدها، إذ طالما أن الدين (أي دين) هو رحمة للعالمين والعباد، فمن أين يستمد البعض خطاباً معادياً لتحرّر المرأة؟ أي دور يلعبه الإصلاح الديني في هذه المسألة؟

(7) يمكن للنساء والرجال أيضاً كتابة تجاربهم فيما يخصّ هذه المسألة، أي يمكن للنساء أن يحكين عن تجارب العنف التي تعرّضن لها وكيف تعامل المجتمع معهن (العائلة، المدرسة، الأقارب، الجامعة، القضاء، سلطات الدولة...)، ويمكن للرجال أن يتأملوا في أنفسهم وعقولهم ووعيهم ليتحدثوا عن تجاربهم أيضاً.

شروط المشاركة في ملفات مدوّنات "العربي الجديد":

  •  أن يكون النص مراعياً لتقاليد الكتابة وصالحاً للنشر لغوياً ونحوياً، وسلاسة أفكاره، وأن يكون مخصّصاً لـ"العربي الجديد" وغير منشور أو مرسل لجهات أخرى بالوقت ذاته، وأن يتراوح بين 500 و800 كلمة.
  •  أن يتمحور حول واحدة من الأفكار المطروحة في الملف أو أكثر.
  • يوضع النص ضمن ملف وورد ويرسل إلى العنوان التالي، على أن يكون بجانبه اسم الكاتب، ويعنون الملف من الخارج باسم ملف المدوّنات، وبعدها عنوان النص، وأن يرسل مع النصّ وبشكل مستقل صورة للكاتب، وتعريف عنه، مع روابط حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، لإنشاء مدونة له على صفحات "العربي الجديد" إن كان يراسل الصحيفة لأوّل مرة.
  • هناك مكافأة متواضعة لأفضل خمسة نصوص من كلّ ملف.
  • النصوص المنشورة ملك للصحيفة، ويحق للكتّاب بعد نشرها على صفحات "العربي الجديد" نشرها في أماكن أخرى، بشرط الإشارة إلى مصدر نشرها الأول، أي "العربي الجديد".
  • مراعاة شروط التدوين في "العربي الجديد" (انقر هنا للاطلاع).
مدونات
مدونات العربي الجديد
مدونات العربي الجديد