BBC و"سكاي" تطالبان الاتحاد الأوروبي بالتصدي لقناة قرصنة سعودية

01 نوفمبر 2018
قرصنت القناة المذكورة بث "بي إن سبورتس"(إريك بيرمونت/فرانس برس)
+ الخط -

دعت شبكتا "بي بي سي" و"سكاي" المفوضية الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات رسمية ضد المملكة العربية السعودية، على خلفية قيام قناة قرصنة بتوفير خدمة بث غير قانونية للمحتوى التلفزيوني للمشاهدين في المملكة المتحدة، وبينها مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم ومسلسلات "الحارس" The Bodyguard و"صراع العروش" Game of Thrones.

وتحولت قناة "بي آوت كيو" beoutQ التي بدأت كموقع إلكتروني مغلق جغرافياً ومتوفر فقط في المملكة العربية السعودية، إلى عملية قرصنة دولية متطورة. وتتوفر أجهزة الاستقبال الرقمي لهذه القناة على مستوى العالم، بما في ذلك في المملكة المتحدة. وتسمح هذه الأجهزة كذلك بالوصول غير القانوني إلى آلاف القنوات التلفزيونية المشفرة.

وشهدت هذه الخدمة غير القانونية زيادة كبيرة في شعبيتها، بعد أن تصدرت عناوين الأخبار في العالم، بعد بثها جميع مباريات النسخة الماضية من بطولة كأس العالم. وتوفر قناة beoutQ أيضاً إمكانية الوصول إلى تطبيقات البث غير القانوني الأخرى، بينما تقوم جهات أخرى بدورها بقرصنة بث هذه المحطة.


ودفع النمو السريع لمحطة beoutQ شبكة "سكاي" التي تعمل في سبعة بلدان أوروبية، وكذلك شبكة الـ "بي بي سي"، إلى دعم الدعوات الموجهة إلى المفوضية الأوروبية لاتخاذ إجراءات ضد هذه القناة.

وأرسلت الشبكتان رسائل إلى مفوضة شؤون التجارة في المفوضية الأوروبية، آنا سيسيليا مالمستروم، تلخص مخاوفهما وتدعم قيام الاتحاد الأوروبي بتوجيه احتجاج رسمي إلى الحكومة السعودية أو اتخاذ خطوة تجاهها بخصوص قناة  beoutQ.

وسلطت رسالة شبكة "سكاي" الضوء على "التهديدات التي تتعرض لها الشبكات التلفزيونية الأوروبية وأصحاب الحقوق من مصدر جديد نسبياً ولكنه سريع النمو لقرصنة المحتوى المسموع والمرئي، وهو قناة beoutQ".

وأضافت الشبكة في رسالتها: "تدرك شبكة (سكاي) أن الإدارة العامة للتجارة تخطط قريباً لاتخاذ خطوة تجاه سلطات المملكة العربية السعودية بشأن هذه القضية. الغرض من هذه الرسالة هو التأكيد على دعم شبكة (سكاي) الكامل لهذه المبادرة".

وسلطت الرسالة التي بعثت بها شبكة "بي بي سي"، وتدعم أيضاً تحرك الاتحاد الأوروبي، الضوء على الضرر المالي الذي ستتكبده جراء قرصنة تلك القناة محتوى وقنوات الشبكة.


وجاء في الرسالة أن "توفير قنوات (بي بي سي) والمحتوى الذي تبثه عبر عملية القرصنة التي تقوم بها محطة beoutQ سيؤثر سلباً على قدرة شركة (بي بي سي استوديوز) على ترخيص هذه القنوات للشركاء في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك على قدرة شركائنا الأوروبيين على بيع اشتراكات خدمات التلفزيون الخاصة بهم".

وقال متحدث باسم "بي بي سي" إن "المجموعة ملتزمة بمكافحة قرصنة قنواتها ومحتواها في جميع أنحاء العالم، وهي تعمل بنشاط مع شركائها الإعلاميين على محاربة القرصنة في المناطق التي يملك شركاؤنا تراخيص بث حصرية فيها".

وتُبث الخدمة التي تقدمها beoutQ على مستوى العالم عبر 10 قنوات على شركة الأقمار الصناعية "عربسات" التي تتخذ من السعودية مقراً لها، وتعتبر المملكة المساهم الأكبر فيها. 

وأطلقت هذه القناة العام الماضي، وعملت في البداية على قرصنة بث قنوات مجموعة "بي إن" beIN القطرية، التي تمتلك قنوات "بي إن سبورتس" beIN Sports واستوديوهات "ميراماكس" للإنتاج السينمائي.

أنفقت مجموعة beIN الإعلامية التي تحظى بـ 55 مليون عميل من عملاء التلفزيون المدفوع على مستوى العالم، مليارات الدولارات لامتلاك حقوق المحتوى بما في ذلك الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين والدوري الوطني لكرة القدم الأميركية.

وأطلقت محطة القرصنة هذه عندما أعلنت المملكة العربية السعودية الحصار الرباعي ضد دولة قطر. وقد أدى هذا إلى اتهامات واسعة النطاق أنكرتها السعودية بأن هذه القناة سلاح إعلامي تستخدمه المملكة في خلافها السياسي مع قطر بهدف إضعاف الاقتصاد القطري.

ويعتبر تحرك الشبكات التلفزيونية البريطانية الخطوة الأحدث لزيادة الضغط على السعودية لاتخاذ إجراءات ضد خدمة القرصنة هذه.

وفي بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، رفعت مجموعة beIN الإعلامية دعوى قضائية قيمتها مليار دولار ضد السعودية، كما قام الدوري الإنكليزي الممتاز والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتعيين مستشار قانوني في السعودية لمحاولة منع سرقة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهما.

المساهمون