أيمن الشوفي

اعتقلت أخبار سجن صيدنايا أفراح السوريين بالتحرير، وقادت انتباههم إلى هناك مرّاتٍ عديدة كلّ يوم، ليروا مزيداً من سراديب جهنم، وليسمعوا مزيداً من سرديات الرعب.

لا شيء سيخسره السوريون إن وصلت حرب إسرائيل إلى ديارهم، ليس لديهم ما يخسرونه على الإطلاق، وكلُّ ما ستفعله إسرائيل، سبقها النظام إليه حين دمّر وهجّر وقتل و..

ندركُ جيّداً أن ترامب لم يكن في ولايته السابقة (2017 -2021) مُتحمّساً لمناصرة الشعب السوري، وإنهاء معاناته مع طاغية دمشق، وكان حينها جادّاً بسحب قواته من سورية.

صار الوزن السياسي للسنّة في سورية، لا سيّما بعد العام 2013 ضعيفاً، وغير مؤثّر في صناعة القرار، سواء داخل النظام السوري، أو داخل النظام العالمي.

من المحزن ألا يأتي النبيّ إشعياء على ذكر بشّار الأسد في أيّ من إصحاحات سفره الطويل البالغ، عددها 66 سفراً، إذ لا وجود لشخصيةٍ تحمل اسم أسد العروبة!

منذ "طوفان الأقصى" قرّر بشّار الأسد أن يدخل السرداب ويغضّ النظر عن جرائم إسرائيل، حتى لفظيًا، بانتظار أن يأذن الظرف الموضوعي بالخروج والمكاشفة.

تريد طهران وتعمل على احتلال دمشق، وجعلها مدينةً قبيحةً لا تُطاق، ولا يبدو أنّ هناك شيأ يمكن إنقاذ عاصمة دولة بني أميّة، من التشيّع والاندثار.

ثمّة حديث عن مبادرة قدمتها أسماء الأسد، وفحواها أن تنتقل سورية من نظام الحكم الجمهوري إلى نظام الحكم المَلَكي، على أن تكون عائلة الأسد هي الأسرة المَلَكيّة!

يتعامل النظام السوري مع سورية كفُسحة خصبة تصلحُ فقط إمّا للبيع أو للتأجير أو للاستثمار، أي ليست وطناً أو قيمةً عليا داخل الفضاء الاجتماعي العام.

افتقد بشّار ألأسد الكاريزما الملائمة لملء الفراغ في أعلى هرم السلطة الناجم عن موتِ أبيه، وتيقن استحالة ممارسة هذا الدور، ما زجّه داخل رهاب حقيقي.