نحن إزاء يمنٍ يمضي بنفسه ويمضي به بعض الخليجيين إلى منزلق خطير، يصعب التكهن بخاتمته، فالمشهد العام في البلاد يشير إلى أيام عصيبة مقبلة، سيكون الجميع، من دون استثناء، وقود نيرانها وجحيمها.
من فوائد مؤامرة ورشة المنامة أنها أعادت للشعوب العربية والإسلامية من ضفة الخليج الغربية شرقاً حتى شواطئ المملكة المغربية غرباً، وهج المقاومة، وأشعلت فيها من جديد جذوة الشعور بالغيرة والنخوة الأصيلة تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه المقدسات الإسلامية.
لن يشن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أيّة حرب شاملة على إيران. ليس لأنه لا يريد تدمير إيران، ولا لأنه يعلم أنّ الخسائر ستكون باهظة، ولكن لأنه يريد أن يظل يتخذ من إيران بعبعاً يبرر له حلب البقرة السعودية المُدرة.
لا نعلمُ ماذا تبقّــى لدى السعودية مِــنْ دليلٍ لم تعلنه لتثبتْ لجنوبيِّ اليمن بأنها لا تأبه ولا تكترث بتطلعاتهم، ولا ترى فيهم أكثر مِـنْ أداة طيعة تحقق من خلالهم مصالحها وتظفر بأطماعها، وبندقية أجيرة تنوب عنها بحربها في اليمن.
قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التوجه صوب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة يضاف إلى قائمة الأدلة الدامغة على عِداء أميركا السافر للعرب، وعلى سماجة الأكذوبة "راعي عملية السلام في الشرق الأوسط".
يمضي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتبلغ صراحته، بل قُــل صفاقته، مبلغا ليس لها نظير من قبل، وهو يزهو بنهبه الثروات السعودية وصفقات ملياراته الدولارية الضخمة مع المملكة الثرية التي يجب عليها أن تدفع مزيداً من ثرواتها لحامي حماها.
ما زال التحالف العربي في اليمن، بقيادة السعودية والإمارات، يتعاطى مع الجماعات الإرهابية، ويتعامل معها ويدعمها، بحسب مقتضيات سير المعارك، صعودا وهبوطا، قُـرباً وبُعداً، وبحسب رضى البيت الأبيض وتذمره، وهذا لم يعد خافيا على أحد منذ مطلع الحرب.
بعد أن ضمن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الموقف الأميركي إلى جانبه، بدأ يتصرّف بثقة مفرطة تجاه خصومه ومنافسيه في الداخل، وما عملية اعتقالات عدد من الأمراء إلا نموذجا لدرجة الثقة التي بلغت لدى بن سلمان من الأميركان.