عمل نوري المالكي جاهداً على تجيير المؤسسات الأمنية لصالحه، وهذا تماماً ما عوّل عليه في حالة إفلاسه من حيازة الولاية الثالثة، وهو ما شهدته بغداد قبل وأثناء وبعد خطابه الأخير، حيث انتشار التشكيلات الأمنية والقوات الخاصة التابعة له.
التنوع سمة إيجابية في المجتمعات المتحضرة. ولكن، إذا ما استــُثمر بطريقة معقولة، تحترم الآخر من دون تجريح عنصري، أو وصم طائفي، لكن واقع الإعلام العراقي يستنهض هذه الحساسيات المرتبطة بتنوع مكونات المجتمع، ويوظفها في الصراع السياسي القائم في البلاد.
كانت أمام رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، وحكومته، فرص عديدة لتدارك الآزمة في العراق، لكنه أصر دائماً على مواجهة الأزمات بالحلول العسكرية والتعنت، وإهمال مطالب العراقيين، ما أوصل الأحوال حد الانفجار، وثارت الهبّة الحالية ضده.
ما يشهده العراق من أزمة، اليوم، تقع مسؤوليته على طبيعة نظام المحاصصة الطائفي، وعلى من ركبوا موجة هذا النظام الذي بني برعاية الاحتلال الأميركي، ليجلبَ نوري المالكي، المشهود لتاريخه بالعمل الإرهابي، وينصبه رئيساً يدّعي محاربة الإرهاب.