غُصة نشعر بها بسبب الضيم الاجتماعي الذي يقاسيه الناس جراء البؤس، وخيبة الأمل في سياسات عجاف. وغُصّة تُلخصها ما مُنيت به اللغة العربية الفصيحة في عصرنا من حيف، يعكس وجها من وجوه أزمتها في الاستعمال، لصالح الترسيخ لنوعيات عامية دنيا.
إنهم يغتالون الأدب، حين يؤسسون لثقافة النشر المفتوح بلا ضوابط مؤسسة لإبداع حقيقي. والنتيجة تكاثر الكتابة الدَّعِيَّة كالفطر بعد المطر، حتى أوشك كلامنا أن يصبح شعرا، وحتى خشينا أن يمسي كل من يحمل قلما.. شاعرا، بدون وجل وخوف محاسب.
الموقف حَرجٌ جداً، اليوم، والاستمرار في خذلان المقاومة لا يجدي، ولن يجرّ أصحابَه إلا إلى العار والاندحار. إنها سنّة الله في التاريخ، تضع أقواماً وترفع آخرين، والمعيار في الكينونة مع الحق، أو في الاصطفاف ضده.