لقد حَرّرت فلسطين العقل الجمعي العربي من التعلّق بأوهام القومية التي تكثّفت صورتها في أنظمةٍ انضوت تحت لواء "جامعة دول عربية"، مهمّتها تفتيت الأمة وتغريبها.
بعد أن كان الحديث عن بداية تفكّك الكيان الصهيوني ضرباً من الرجم بالغيب، بات الحديث اليوم عن "الهزيمة الاستراتيجية" التي مني بها الكيان أمرا طبيعياً وعاديا.
إضافة إلى الأعطاب التي ألحقتها المقاومة بجيش الاحتلال الإسرائيلي وصورته، فإنّ زوال الغطاء الدولي عنه وبدء تخلّي بعض القوى عن حمايته قد يعني بداية النهاية.
"لقد جئت أمامكم ليس فقط وزيراً لخارجية الولايات المتحدة، ولكن أيضاً يهوديّاً"، هذا ما قاله وزير الخارجية الأميركي، بعد "طوفان الأقصي" مشهرًا يهوديته وهويته.
من الناحية القانونية، لا يُسمح للدول بالعمل كقتلة مأجورين، ولكن الولايات المتحدة الأميركية ومعها بعض دول الغرب توّظف إسرائيل للقيام بمهمّة القاتل المأجور.
حملت غزّة السمّ والترياق ليس لتحرير فلسطين فقط، بل لتحرير العالم أيضا. ولهذا ليس غريبا أن يقول الرئيس الأميركي بايدن إنّ هجوم 7 أكتوبر "حدثٌ سيغيّر العالم".
كل دول الغرب تصنّف حركات المقاومة الفلسطينية منظمّات إرهابية، خلافا للقانون الدولي والاتفاقات الموقعة عليها، فيما تعتبر ما تقوم به إسرائيل دفاع عن النفس!
برنامج غير معتمد في أي مجتمع فلسطيني، لا في الوطن ولا في الشتات باستثناء غزة، مما يفك شيفرة إبداع جيل غزة معجزة الصمود والمقاومة، ومواجهة أحد أكبر جيوش المنطقة.