ها نحن نتجنّب رؤية مشهد المذبحة في غزّة كي نتخلّص من وخزات الضمير، وتلك مرحلة نتساوى فيها مع من يرسل الأسلحة لقتل المقاومة، ومع من يُفتي بأن جهادها معصية.
في بداية "طوفان الأقصى" تعالت أصوات مُنكَرة، بعضها يقول "فلسطين ليست قضيتي"، وذهب هذا القول مثلاً وأسلوبَ حياةٍ، ثمّ ما لبث أن تحوّل إلى فلسفة لدى البعض.
كنا في وقت مضى نتحدّث عن "تآكل" شرعية النظام العربي الرسمي، ولكن الحالة تجاوزت اليوم مرحلة التآكل إلى ما هو أبعد بكثير، فلم يبقَ أيُّ مبرِّرٍ لوجود هذا النظام.
قد يبدو اليوم التالي لانهيار إسرائيل حلماً بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلاً لدى من أدمنوا العبودية، لكنّه اليوم أقرب من أيّ وقت آخر بعد إنجازات المقاومة.