كانت هوية المغرب العربية – الإسلامية، إلى حد كبير، من صنع القبائل البربرية كما الحال مع الفرس والأتراك والأكراد، وغيرهم في القارّة الآسيوية. استفرغوا جهودهم، فوق كل انتماء سلالي أو عرقي، في بناء ما يسمّيه ابن خلدون الحضارة والعمران والدولة العامة.
ومن المسهمين في تدعيش الإسلام، وهم عرب الاسم والخدمة والتمسّح بأعتاب الفرنكوفونية والفكر الطغياني، حالتان بارزتان، يوسف الصديق وبوعلام صنصال، كلاهما فرنسيا الهوى، معاديان للعروبة والإسلام والمسلمين والعرب.
إنها جائحة كوڤيد 19 الذي فرض على البشر سطوته العارمة، وألزم أطباءهم ودولهم إملاء أوامر وموانع صارمة، لا محيد عن مراعاتها والتحوط بها حرفيا، وإلا فإن الموت المهين يتربّص بهم في كل مكان وحين.
مع ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المنتهية قريبا، وتمادي إسرائيل في تقتيل الفلسطينيين والعبث بحقوقهم، نرى قضيتهم تزداد مأساويةً واستعارا، ومجالهم الحيوي ضيقا وضنكا، وذلك بسبب استماتة إسرائيل في ضم أراضيهم وتوسيع المستعمرات ضدّا عليهم.
أقل ما نقول عن مروجي التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إنهم ضعيفو الذاكرة، ناقصو الوعي التاريخي، منزوعو السيادة، عديمو الإحساس بقيم المسؤولية والعدل والإنصاف، وهذا التوصيف هو ما بات حديثا ينسحب، وبشدة أخطرَ، على بلدين عربيين، الإمارات والبحرين.
السؤال الذي لا بد من طرحه: هل من يقين أن تنظيم داعش(الناشئ عن تنظيم أبي مصعب الزرقاوي) لن يخلفه بعد أفوله تنظيم جديد (أو تنظيمات شتى) أشد وأعتى، يستفيد من غلو سلفه وأخطائه، ويبتكر صيغاً وطرائق قتالية مستحدثة غير مسبوقة؟