أتعقّبُ في وجهي خطًّاً/ لأفهمَ لِمَ يعجزُ الجدار عن مداراةِ شقوقِه/ أمام مستأجرين جدد/ أشدُّ بالقوة ظلًّاً من الشارعِ/ أُلبِسُهُ ثيابي... في الضوءِ أراني/ أَختَرعُ حبًّا يفورُ وينطفئ/ على فمِ ركوةِ النحاس/ فناجيني التي بلا قعر/ هاويةٌ يعبرها الضيوفُ ثقالًا.
يريدني أن أعترف/ بذنوب كل من اتكأوا عليه/ وتبادلوا القبل/ وأطفأوا في ظهره السجائر/ وكم قطة نامت فوقه/ وامرأة دُفنت تحته/ لا كرسي اعتراف لأنهار عليه
وأفتعل البكاء صادقاً/ لا صورة لقدّيس أو آية/ تلقّنني ما أواسي به حائطاً..
داخل البحر أقف وحدي/ مثل منارة بعين مطفأة/ تسهر فوق رأس رجل مريض/ الشتاء رجل مريض/ دائم البكاء والبلل/ عكازه الثخين الأعوج/ ضلع شجرة تكره السماء الزرقاء/ بيجامته الرثة الرطبة/قماشها ورق الخريف/ يحتضن وسادة مصفرة/ لا أحفاد للرجل ليجمعهم حوله.
سوف أعلّق فساتين نوم حريرية/ لم ألبسها يوماً لأحد/ داخل كل منها سوف أدسّ ورقة/ كلّما فتح غريبٌ الباب/ ليتلصص على بياض جثتي النادر/ يسقط فستان على الأرض وتطفو كلمة/ يقرؤها.. أتقلب/ فيهرب مرعوباً خشية أن يوقظني.
أن تطفئ شمعة عيدك الأخيرة/ على كرسي مُدولب/ وتعجز عن أكل لقمة واحدة/ من قالب الحلوى المغطى بالمكسّرات/ ليس معناه موتك قبل أن أقرر أنا/ صوتك المحشو بالعاج كمخلب/ اسمك الرباعي الأقصر بكثير/ من أن ألفظه فيملأني.
امسح على قلبي يا الله/ صلاة يومية واجبة/ قبل النوم وتحديداً في السرير/ المكان الوحيد في هذا العالم البائس/ حيث ترتخي بإرادتها/ عكازات ورفوف من لحم ودم/ معدّة لنقل ورص الفضائل لا أكثر/ دون أدنى تعديل في النوايا.