بوسع الكراهية المتقدة أن تمنح الحياة الفارغة معنى وهدفاً، ومن هنا فإن الأشخاص الذين يعانون تفاهة حياتهم يعمدون إلى البحث عن معنى جديد، لا عن طريق اعتناق قضية مقدسة فحسب، بل باحتضان ظلامات متطرفة. وتتيح الحركة الجماهيرية للمحبطين تحقيق الهدفين
يرى خبراء أمنيون أن الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة فردية، على شاكلة "الذئاب المنفردة"، يمثلون خطراً أكبر من التنظيمات المعروفة، مثل تنظيم القاعدة أو داعش والتنظيمات المتفرّعة عنها. ويتوقعون أن هذه الاستراتيجية التي لا يمكن التنبؤ بعملياتها من أقوى الأجهزة الأمنية.
يبدو أن بوهلال كان جزءًا من جيل جديد من الإرهابيين الفوريين، الذين يقرّرون فجأة التخلّص من حياتهم البائسة في مشهد مسرحي يهزّ العالم، يمكن استغلال الكثير من الناس من هذه النوعية؛ كما أشارت الصحيفة الفرنسية لوموند في تقريرها عن بوهلال.
في المقال السابق سلطنا الضوء على الدوافع والأسباب الخارجية لانخراط الشباب في حركات التطرف، والتي كان من ضمنها أسباب مرتبطة بالأوضاع الاجتماعية والظروف الاقتصادية، أو الأقليات التي تعاني من التمييز. هنا، نتابع منتقلين إلى الأسباب والدوافع الداخلية الذاتية.
ومن ضمن هذه الظواهر، التي شغلت الرأي العام والخبراء على حد سواء، الإرهاب ومواصفات الأشخاص الأكثر عرضة للانخراط في حركات التطرف، وفي القلب منها داعش، علماً بأن بعض الدراسات أشارت إلى أنه، في معظم الحالات، فإن المجندين في صفوف داعش..
يبدو أن كل ما يُعرف عن الإرهاب من أفكار ومسلمات باتت اليوم بحاجة إلى إعادة نظر، حيث يعزو كثيرون الإرهاب إلى القمع السياسي، أو الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، أو الظروف الاجتماعية المأساوية، وهذا تحليل فيه جانب من الصحة
المستوى التعليمي للغزاة لم يؤثّر على الأهداف أو الأساليب، لقد ساعد فقط على كفاءة الغزاة وفرض الهزيمة على ضحاياهم. والمدرسة التي تقدّم حلولًا أخلاقية وسياسية جاهزة، تعتبر من وجهة نظر الثقافة مدرسة همجية لأنها لا تخلق أشخاصاً أحرارًا بل أتباعًا.
يبقى السؤال الملح الذي لا يكاد يطرحه أحد، هل حقاً ابتسامة الموتى تدل على أي شيء مما سبق ذكره؟ بمعنى هل تعني حقاً حسن سير وسلوك الميت في حياته، وصحة معتقداته ومبادئه، وحُسن خاتمته، والنعيم المقيم الذي ينتظره بعد مماته!
نزعة استهلاكية ونظرة مادية للإنسان، تعاملت مع واقعه من منظور مادي، عنوانه العام "تشييء" الإنسان في أرقى مشاعره؛ تجاه القضايا الإنسانية النبيلة، أو تجاه نصفه الثاني، فكانت النتائج إما انحرافات أخلاقية تحت شعار الحب، وإما محرقة باسم الدين.