لا أحد يحتجز الذكريات/ يخنق الحياة في الوثائق أنا تاريخ البلاد/ سأقف في الوسط/ أدير راسي/ كعقارب الساعة/أدرس جغرافيا الوجوه/ وعلم نفس الأعين/ أسجل كل التفاصيل في الذاكرة/ حتى تنساها الذاكرة / ونبدأ من جديد تاريخا جديدا.
نملة مجتهدة تتسلّق الأوراق بعزيمة كي تساهم في بناء مستعمرتها، أب غاضب يلقّن ابنته درساً في التّحكّم بالنّفس، أشجار تهتزّ مع نسمات الهواء المختنقة، ولد باكٍ عاد الى حضن من صفعه،عصافير مختفية، أمّهات جميلات خفن غضب الشّمس، وقطار لم يأت.
مجهول يحصد ثمانين روحاً والأجساد مجهولة الهوية. نشرة الأخبار؛ يمسك مجهول القلم ويسجل: "جاري البحث عن ثمانين صورة شعرية دموية: الأرض مشنقة يتدلى منها الجميع/ فوق بركان جائع، يسقطون عشوائيا كقطرات المطر دون أن يعلموا لِمَ تجمّعت السحب أصلاً..