الصحة العالمية: 90% من الإساءات لكبار السن يرتكبها أفراد الأسرة

16 يونيو 2018
الإهمال والتخلي عن المسن يعد سوء معاملة (تويتر)
+ الخط -


أكدت منظمة الصحة العالمية أن شخصاً واحداً من كل 6 أشخاص في سن 60 عامًا أو أكثر تعرض للإساءة خلال عام 2017، وأن 90 في المائة من السلوك المسيء تجاههم يرتكبه أفراد الأسرة، وأن 64 في المائة من العاملين في دور الرعاية والمستشفيات اعترفوا بإساءة معاملة كبار السن.

وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، الذي يصادف يوم 15 يونيو/حزيران من كل عام، أن معدلات إساءة معاملة المسنين مرتفعة في مؤسسات مثل دور رعاية المسنين ومرافق الرعاية طويلة الأجل، حيث اعترف موظفان من كل 3 موظفين بارتكابهم انتهاكات بحق كبار السن في العام 2017.

وتوقعت المنظمة أن يزداد سوء معاملة المسنين خصوصاً أن العديد من البلدان تشهد شيخوخة سريعة في السكان. ولفتت إلى أن عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا سيزيد أكثر عن الضعف، أي من 900 مليون شخص في عام 2015 إلى نحو 2 مليار نسمة في عام 2050.

وأوضحت أن إساءة معاملة المسنين التي يرتكبها عاملان من كل ثلاثة عاملين في دور الرعاية هي فعل واحد أو متكرر، أو عدم اتخاذ الإجراء المناسب من شخص يفترض أن يكون موضع ثقة، ويسبب الأذى أو الإحباط لشخص مسن. هذا النوع من العنف يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان ويتضمن الإساءة الجسدية والجنسية والنفسية والعاطفية؛ والإساءة المالية والمادية؛ أو التخلي والإهمال؛ والحط من الكرامة والاحترام. ويمكن أن يؤدي سوء معاملة المسنين إلى إصابات بدنية خطيرة وعواقب نفسية طويلة المدى.

حجم الإساءات أكبر 


واعتبرت المنظمة أن إساءة معاملة المسنين هي مشكلة صحية عامة على قدر من الأهمية. وأشارت إلى دراسة أجرتها في عام 2017 مستمدة من الأدلة المتاحة من 52 دراسة في 28 دولة من مناطق مختلفة، بما في ذلك 12 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، بيّنت تعرض 15.7 في المائة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وأكثر لشكل من أشكال سوء المعاملة.

وبيّنت أن 90 في المائة من مرتكبي الإساءة لكبار السن هم من أفراد الأسرة، وغالباً من الأبناء أو الشريك.




ورجحت أن تلك النسب ليست دقيقة، لأن الإبلاغ عن حالة من سوء المعاملة لكبار السن يقابلها 24 حالة غير مبلغ عنها، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن كبار السن يخشون في كثير من الأحيان الإبلاغ عن حالات إساءة المعاملة للعائلة أو الأصدقاء أو للسلطات.

وأكدت أن تحليلاً أجري لنحو 9 دراسات في 6 بلدان استناداً إلى التقارير الذاتية للموظفين حول ارتكاب الانتهاكات، أشارت إلى أن 64.2 في المائة من الموظفين ارتكبوا بعض أشكال إساءة المعاملة في العام الماضي.



الوقاية

واعتبرت المنظمة أن التدابير الوقائية التي اتخذت في بلدان مرتفعة الدخل، وهدفت إلى حماية كبار السن من الأذى وسوء المعاملة، والتي يمكن تطبيقها في مختلف دول العالم تمثلت بتنظيم حملات لتوعية الأسر والمهنيين، وإجراء عمليات فرز لضحايا الإيذاء ومرتكبيه المحتملين، وإعداد برامج مدرسية مشتركة بين مختلف الفئات العمرية بمن فيهم كبار السن، دعم مقدمي خدمات الرعاية، تدريب مقدمي خدمات الرعاية على التعامل مع حالات الخرف.


وعن الجهود التي تُبذل لتوقي حدوث المزيد من حالات الإيذاء، أكدت المنظمة على ضرورة تحديد الضحايا المحتملين، وإلزامية إبلاغ السلطات بحالات الإيذاء؛ وإقرار زيارات منزلية يجريها عناصر الشرطة والعاملون الاجتماعيون للأسر التي لديها كبار في السن؛ ضمان منازل آمنة ومرافق الإيواء الطارئ؛ وتوفير برامج الدعم النفسي لمرتكبي أفعال إساءة المعاملة، والتدخل الرامي لدعم مقدمي خدمات الرعاية.

المساهمون