مقتل 5 وإصابة 4 من العمال الفلسطينيين جراء الاصطدام بشاحنة إسرائيلية

جنين

محمود السعدي

محمود السعدي
20 يوليو 2017
DA033566-3B0B-4A36-9803-912FB87B7349
+ الخط -


لا يزال المواطن الفلسطيني رافع جرادات من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين شمال الضفة الغربية، مصدوماً إثر إصابة شقيقيه راجح ويوسف واثنين آخرين إضافة لوفاة خمسة آخرين جميعهم من محافظة جنين، بعد صدم سائق شاحنة إسرائيلية، عصر الأربعاء، مركبة العمال على شارع استيطاني غرب جنين، والذين تؤكد عائلات عدد منهم لـ"العربي الجديد"، أن سائق الشاحنة الإسرائيلية "ربما أقدم على قتلهم عمداً بعدما مال بشاحنته على مركبتهم، وهو أمر يتطلب التحقيق من الشرطة الإسرائيلية التي لم تجر بعد تحقيقاً بالحادث".

العمال التسعة كانوا في طريق عودتهم من عملهم بمركبة تقلهم إلى منازلهم في شارع استيطاني قريب من بلدة يعبد جنوب غرب جنين والقريب من مستوطنة "شاكيد" المقامة على أراضي جنين، حيث يعملون في مجال الإنشاءات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

وقد قتل نتيجة صدم سائق الشاحنة الإسرائيلية للمركبة خمسة عمال، هم: "خالد يوسف قبها من قرية أم دار جنوب غرب جنين، وعاملان من بلدة يعبد جنوب غرب جنين (محمود رفيق الوادي، وأحمد حامد حمارشة)، ومؤيد توفيق كامل عمارنة، من قرية ظهر العب جنوب غرب جنين، وكذلك محمد سليم محمد الشلبي من بلدة سيلة الحارثية"، علاوة على إصابة: "الشقيقين راجح ويوسف جرادات وهما من سيلة الحارثية، وحسن زيد من نزلة زيد جنوب غرب جنين، وأحمد عطاطرة من بلدة يعبد"، حيث تتراوح جروح العمال ما بين خطيرة ومتوسطة، وهم يرقدون الآن لتلقي العلاج في مستشفى رمبم في مدينة حيفا.

رافع جرادات الموجود حالياً في مستشفى "رمبم" الإسرائيلي بمدينة حيفا بالداخل المحتل بجانب شقيقه راجح ويوسف، حيث نقل المصابون لتلقي العلاج، يؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ما جرى صعب ومؤلم للعائلة التي فقدت ابن شقيقتي الشاب محمد شلبي بذات الحادثة".



ويوضح رافع جرادات أن شقيقه راجح الذي تحسنت واستقرت حالته قليلاً، أخبره أن السائق الإسرائيلي وهو من أصل روسي ومحتجز لدى الشرطة الإسرائيلية حالياً، دخل على العمال بمركبتهم ومال عليهم بشاحنته القاطرة والمقطورة، وأن كاميرات المراقبة تثبت ذلك.

ونفى جرادات أن يكون سائق مركبة العمال الذي توفي هو أيضاً، قد تجاوز عن الشاحنة وهو ما أثبتته كاميرات المراقبة، "لكننا لا نستطيع أن نثبت إن كان الاصطدام بمركبة العمال متعمداً أم لا، كل ما يهمنا الآن هو أن تتحسن الحالة الصحية للعمال، ولا يهمنا أية تحقيقات أو شكاوى"، لافتاً إلى أنه منذ صدم الشاحنة لمركبة العمال، ولغاية الآن، لم تحضر الشرطة الإسرائيلية للتحقيق بما جرى.

من جانبه، يلفت محمد عمارنة الذي توفي زوج شقيقته في الحادثة وهو مؤيد عمارنة، خلال حديث مع "العربي الجديد"، عدم المعرفة بما حدث، فقط تعرف العائلات أنه جرى نقل المتوفين والمصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية، بطائرة، ومن ثم تم استلام جثامين المتوفين على حاجز برطعة العسكري جنوب غرب جنين، ويقول: "لم نتمكن، لغاية الآن، من الوصول لشهود عيان في المنطقة كون وفاتهم وقعت في شارع استيطاني، ولا يوجد أحد، لكن كاميرات المراقبة ومقطع الفيديو يظهر أن سائق الشاحنة هو من دخل عليهم وأصابهم".

وأكد مقطع فيديو مسجل من كاميرات مراقبة، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن سائق شاحنة إسرائيلية قاطرة ومقطورة مال بشاحنته على مركبة العمال، ما أدى لمقتل خمسة منهم وإصابة أربعة آخرين.

كان العمال الذين يعملون بمجال الإنشاءات في الداخل المحتل، ولديهم تصاريح عمل، يذهبون صباحاً إلى أعمالهم، ثم يعودون إلى منازلهم في ساعات المساء، من أجل لقمة عيشهم، حالهم حال كثير من العمال الفلسطينيين، لكن عملهم يوم أمس، كان آخر يوم لهم في العمل ولم يدروا أن القدر شاء أن يحصل معهم ما قد حصل ويوقعهم بين مصاب وقتيل، فيما همّ عوائل المصابين، الآن، أن تتحسن حالتهم الصحية، بينما تم تشييع جثامين العمال الخمسة في مسقط رأسهم، بمشاركة آلاف الفلسطينيين، مساء الأربعاء.

وأعلن محافظ جنين إبراهيم رمضان، مساء الأربعاء، الحداد لمدة ثلاثة أيام في المحافظة على أرواح "شهداء لقمة العيش ورغيف الخبز" الخمسة.