87 طفلاً فلسطينياً يحرمون من رؤية أمهاتهم بيوم الأم

21 مارس 2018
يتم حرمان الأطفال من رؤية أمهاتهم (Getty)
+ الخط -
قالت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستمر في حرمان أكثر من 87 طفلاً فلسطينياً من لقاء أمهاتهم في يوم الأم، إذ لا تزال 21 أماً فلسطينية معتقلة في سجون الاحتلال". 

وأوضحت المؤسسة في تقرير لها أن "الأمهات، كما بقية الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، يحرمن من حقهن في المحاكمة العادلة والزيارات العائلية، ويتعرضن لسوء المعاملة وأساليب تعذيب مختلفة مثل: العزل عن العالم الخارجي، تعصيب العينين، التكبيل، الحرمان من النوم، الحرمان من الطعام والمياه لفترات طويلة، الحرمان من العلاج الطبي المناسب، الحرمان من الوصول إلى المراحيض، الحرمان من الاستحمام أو تغيير الملابس لأيام أو أسابيع، الشبح، الصراخ والإهانات والشتم، هذا بالإضافة إلى التحرش الجنسي. وتؤدي أساليب التعذيب هذه إلى معاناة جسدية ونفسية شديدة للأسيرات والأسرى".

وسلّطت المؤسسة الضوء على أم لأربعة أبناء هي (ج.م)، التي اعتقلت من منزلها عام 2014 ولا تزال قابعة في سجون الاحتلال، إذ أفادت تلك الأم لمحامية الضمير عن تجربتها قائلة: "فتشوني تفتيشاً عارياً مرتين فور وصولي لمركز التحقيق، ثم قاموا بتعصيب عيني، وأبقتني السجانة بلا ملابس لفترة من الزمن، ثم بدأت بإرجاع ملابسي قطعة بعد قطعة. كذلك تعرضت طوال فترة التحقيق معي للتحرش الجنسي والإهانة من قبل المحققين".

كذلك سلّطت الضوء على السيدة (هـ.م) وهي أم لثلاثة أبناء، يبلغ أكبرهم 14 عاماً، اعتقلت من منزلها عام 2016، ولا تزال معتقلة في سجون الاحتلال حتى اللحظة. ومن الجدير بالذكر أن زوجها معتقل في سجون الاحتلال أيضاً، ويعيش أبناؤها حاليا بدون أم أو أب.

ووصفت السيدة لمحامية مؤسسة الضمير أسوأ تجاربها خلال التحقيق قائلة: "أكثر لحظة خفت فيها هو حين بدأ الجنود بتهديدي باعتقال ابني الأكبر، في حال لم أوقع على ورقة اعتراف وضعت أمامي، وكانت مكتوبة باللغة العبرية التي لا أفهمها".

من جهة أخرى، قالت المؤسسة إنه "يتم احتجاز النساء الفلسطينيات في سجن هشارون وسجن الدامون داخل دولة الاحتلال، ما يعني أنهن ينقلن قسرياً وبصورة غير قانونية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة".

وأكدت المؤسسة أن النقل القسري للأسرى غير قانوني ويشكّل انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على أنه يجب احتجاز الأشخاص المتهمين بجرائم في بلدهم المحتل. كذلك يرقى ترحيل الأشخاص المحميين، بموجب المادة 49 من نفس الاتفاقية، إلى أن يكون جريمة حرب.

ويترتب على ارتكاب هذه الجريمة آثار وصعوبات عديدة، أهمها صعوبة زيارة الأطفال لأمهاتهم، إذ يعاني الأطفال، مثل بقية الفلسطينيين، من رحلة طويلة وشاقة عند زيارة أهاليهم وأقاربهم في سجون الاحتلال. بداية بتقديم طلبات تصاريح الزيارة، مروراً بساعات طويلة من السفر والتفتيش، وانتهاء برؤية أمهاتهم من وراء حاجز زجاجي. وفي الحقيقة، إن هؤلاء الأسيرات هن أمهات لـ78 ابناً وابنة، غالبيتهم من الأطفال.

وتابعت المؤسسة "إضافة إلى ذلك، يمنح القانون الدولي الإنساني حماية خاصة للأمهات، وتؤكد العديد من المواد في القانون الدولي على هذه الحماية، إذ تنص المادة 89 من اتفاقية جنيف الرابعة على تقديم خدمات خاصة وإضافية للأمهات والحوامل في الأراضي المحتلة. كما أن هناك مواد أخرى تعطي اهتماماً خاصاً لأمهات الأطفال تحت سن معينة، فعلى سبيل المثال، تنص المادة 50 من نفس الاتفاقية على أنه ينبغي إيلاء اهتمام خاص لأمهات الأطفال دون سن السابعة. وعلاوة على ذلك، تنص المادة 79 (2) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، على أنه ينبغي النظر في حالات الأمهات المعتقلات على أنها أولوية".


في غضون ذلك، يقبع حالياً في سجون الاحتلال نحو 6119 أسيراً وأسيرةً فلسطينية، من ضمنهم نحو 350 طفلاً، يتم ترحيل معظم هؤلاء الأسرى بصورة غير شرعية من الأراضي المحتلة إلى أراضي المحتل.

مؤسسة الضمير أشارت إلى أن هذا الرقم يعني أيضاً أن هناك نحو 6 آلاف أم فلسطينية محرومة من أبنائها لوجودهم في سجون الاحتلال. وتحرم بعض الأمهات من زيارة أبنائهن وبناتهن داخل السجون بذرائع أمنية واهية. وفي حال تلقي الأمهات تصاريح تسمح لهن بالزيارة، فإنهن يواجهن رحلة طويلة وصعبة للوصول إلى السجون.

ومؤخراً في يناير/ كانون الأول 2017، قام عضو في كنيست الاحتلال بإيقاف حافلة تحمل أهالي أسرى فلسطينيين من قطاع غزة كانت متجهة إلى زيارتهم في سجن نفحة، وقام بمهاجمتهم والتضييق عليهم، بالإضافة إلى تهديد الأمهات بشكل خاص، وتهديدهن بأبنائهن وبناتهن المعتقلين، وهذا يؤكد الاستهداف الممنهج من قبل سلطات الاحتلال لعائلات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وخاصة أمهاتهم، بهدف إيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي على الأسرى والمعتقلين، في محاولة لضرب المثال الأعلى للمجتمع الفلسطيني وهي الأم الفلسطينية.

والأسيرات الأمهات هنّ: ياسمين شعبان، إسراء جعابيص، حلوة حمامرة، نسرين حسن، عبلة العدم، صابرين زبيدات، أماني حشيم، غدير الأطرش، جيهان حشمة، سميحة أبو رميلة، ابتسام عيد، خالدة جرار، ناريمان تميمي، حنان الأخضر، فدوى حمادة، خديجة ربعي، أمل عبد الله سعد، عبير أبو خضير، هبة جاجة، اَسيا كعابنة، نفين شلالدة.