84 % من أطفال تونس تعرضوا للعنف اللفظي

26 يونيو 2019
حقوق أطفال تونس ما زالت منقوصة (شاذلي بن إبراهيم/Getty)
+ الخط -
كشف مسح وطني أنجزه معهد الإحصاء التونسي بالاشتراك مع منظمة "يونيسف" حول وضع الأم والطفل، أنّ 84 في المائة من أطفال تونس تعرضوا للعنف اللفظي والنفسي، في حين يتعرض 88 في المائة من الأطفال بين سنة و14 سنة إلى التأديب العنيف، و22 في المائة إلى عنف جسدي شديد.

وحسب المسح الذي أعلن عن تفاصيله في مؤتمر صحافي الثلاثاء، فإن "الأطفال الذكور عرضة للعنف أكثر من الإناث بـ89 في المائة للذكور مقابل 87 في المائة للإناث، وأن شخصا واحدا من بين كل 5 أشخاص يعتبر أن العقوبات البدنية ضرورية لتربية الأطفال.
وأظهر المسح تفاوتا في نسب التمتع بالخدمات الأساسية بالنسبة للأم والطفل بين جهات تونس، إذ بلغت النسبة 95 في المائة في العاصمة ومحيطها، ولم تتجاوز 65 في المائة بمناطق الجنوب والجنوب الغربي، وأن 86 في المائة من الأسر التونسية تنتفع بخدمات مياه الشرب الأساسية، و97 في المائة بخدمات الصرف الصحي، و90 في المائة بخدمات حفظ الصحة الأساسية.
وقالت ممثلة يونيسف، ليلى بيتزر، إن معدل الرضاعة الطبيعية منخفض في تونس، إذ لا يتجاوز 13 في المائة، مشيرة إلى أن 8 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من "التقزم"، و17 في المائة من نفس الشريحة العمرية يعانون من السمنة، وأن 66 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة لديهم مهارات أساسية في القراءة.
وأبرز المسح أن نسبة امتلاك الأسر التونسية للهواتف المحمولة والتلفزيون بلغت 97 في المائة، وتستعمل 58 في المائة من النساء الهواتف المحمولة مقابل 69 في المائة من الرجال.

وأكدّ أستاذ علم الاجتماع عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، عبد الستار السحباني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العنف الأسري على الأطفال هو نتاج الأوضاع التي تمر بها الأسرة التونسية، وهذا يؤشر إلى أزمة حقيقية، ولكن للأسف لا يتم إيلاء هذه المسألة العناية الكافية".

وأضاف أنّ "العنف اللفظي أو الجسدي المسلط على الأطفال يعود إلى أنهم لا يملكون الدفاع عن أنفسهم، ورغم أن قوانين حماية الطفولة وجدت للحد من هذه الظاهرة إلا أنها لم تحد من العنف الذي يمارس على الأطفال، ليس داخل الأسرة فقط، بل في العديد من المؤسسات، وحتى في المدارس".
ولفت السحباني إلى أن نسبة تعرض الأطفال للعنف اللفظي قد تكون أكبر من 84 في المائة "لأن هذا النوع من العنف أصبح سلوكا عاديا داخل الأسرة، فالأهل يرون أن من حقهم ممارسة هذا النوع من العنف على أطفالهم. العنف يظل لغة الضعفاء، ودليل على عجز البعض عن التحاور أو تفسير المسائل لطفله، في حين أن الحوار هو الذي يحل المشاكل، والمجتمعات التي تشرّع للعنف تعيش أزمة حقيقية".
وبين أن "الطفل الذي ينشأ على العنف سيكرر ما تربى عليه، وسيمارس العنف في المدرسة وفي الشارع وفي محيطه، على اعتبار أنه مشروع أو مبرر، والمقلق في الأمر أن الإعلام أصبح بدوره يروج للعنف، لأن ما يهمه هو الكسب وليس غرس القيم".

دلالات