تصعيد جديد لقوات نظام الأسد شهدته مناطق عدة بريف إدلب الجنوبي، مع استهداف بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي الذي تسبب بوقوع مجزرة راح ضحيتها 20 مدنياً يوم أمس الجمعة، وأعاد المخاوف لأهالي المنطقة والمهجرين من انهيار خفض التصعيد.
ويتشارك أهالي إدلب مخاوفهم مع المهجرين من ريف حمص الشمالي وريف دمشق ودرعا وغيرها، ويقدر عددهم بنحو 800 ألف نسمة، بخصوص وجهتهم المحتملة في حال تقدمت قوات النظام باتجاه إدلب. ويوضح سمير علي (38 عاما) من بلدة الهبيط لـ "العربي الجديد" أنه في حال بدأت المعركة على المنطقة فالخروج منها سيكون بلا عودة مطلقا بالنسبة له، مشيراً إلى أنه لم يعد يثق أبدا في أن أحداً بمقدوره مجابهة النظام وروسيا، مع وجود الدعم من الكم الهائل من عناصر المليشيات الإيرانية وحزب الله، بحسب تعبيره.
ويقول الثلاثيني سمير: "مصيرنا مماثل لمصير أهالي درعا وريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية وباقي المناطق التي هجرها النظام، والمتنفس الوحيد لنا هو مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، وبالتأكيد سنخسر كل شيء منازلنا وأرضنا وحتى قبور شهداء الثورة".
وبالنسبة لكريم أبو الرجا، فإن ما حدث من تصعيد في مناطق معرة النعمان وريف حلب الغربي هو اختبار للأهالي ومدى صبرهم، وهو دعوة حقيقية لهم للالتفاف واتخاذ خطوات فعالة وحقيقية لمواجهة ما هو أسوأ".
ويقول أبو الرجا لـ"العربي الجديد": "ما يثير الرعب هو استهداف المشافي كما حدث في مدينة معرة النعمان، فضلا عن الغارات التي استهدفت بلدة أورم التي تعج بالمهجرين من كافة المناطق السورية، وهذا النوع من القصف هدفه ترهيب الناس ووضعهم بحالة من الخوف، ومن وجهة نظري فإن عمليات النظام ستقتصر على القصف ولن تتقدم على الأرض، فلم يبق لنا مكان نذهب إليه وطريقنا الوحيد هو البقاء في منازلنا والدفاع عن أرضنا حتى الرمق الأخير".
وتخبر آمال محمد (42 عاما) المهجرة من حمص الغربي، "العربي الجديد" بأن "الخوف مما قد يحدث في إدلب الآن هو سيد الموقف". وتقول: "هؤلاء قتلة ليس لهم عهد أو ذمة، وآخر همهم شيء اسمه خفض التصعيد، ونحن كمهجرين لم يعد لدينا ما نخسره، حتى الخيمة التي نقيم فيها بإمكاننا التخلي عنها والذهاب إلى منطقة أخرى، لم يعد هناك للحياة بالنسبة لنا أي هدف أو معنى، والهم الوحيد هو الحفاظ على أطفالنا فهم آخر ما تبقى لنا من هذه الحياة وأغلى ما لدينا".
وتظن آمال أن أي هجوم على إدلب ممكن أن يشرد الملايين قابل للحدوث، وتشير قائلة: "من الممكن لنا التوجه إلى عفرين في حال شهدت المناطق في إدلب تصعيدا أكبر، فهي المنطقة الوحيدة حاليا الآمنة في سورية، وإلى متى نقيم فيها لا نعلم". وتضيف: "كنا نريد الدخول إلى تركيا والخلاص من كل هذه الهواجس التي تلاحقنا، كون الحديث عن إدلب يشغل الجميع، لكن ليس لدينا مال للدخول والسبيل الوحيد هو عبر تجار البشر".
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من الخطر الذي يهدد حياة الملايين في إدلب في حال هاجمتهم قوات النظام، داعية الدول الضامنة إلى تجنب ما وصفته "حمام الدم" الذي من الممكن أن يحدث.