قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبرمن عام 2001، اعتاد المهاجر المصري الأصل الأميركي الجنسية، خالد محجوب، التصويت للحزب الجمهوري، إذ كان يتفق معه في الموقف الأخلاقي من قضايا كالإجهاض، فيما كان يختلف مع الحزب الديموقراطي، في قضايا المثلية الجنسية والإجهاض.
بيد أن استهداف تنظيم القاعدة لمركز التجارة العالمي في 2001 قلب كل المعادلات، في حياة الأميركيين، وعلى الأكثر، من أصول عربية أو مسلمة، مثل محجوب، إذ روج مسؤولون في إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لسياسة صدامية ضد كل ما هو عربي وإسلامي. وداخل الحزب الجمهوري تبلورت تفسيرات دينية خاطئة قادت إلى محاصرة العرب الأميركيين والتضييق عليهم، في مقابل دعم إسرائيل سياسيا وأمنيا، كما يقول محجوب لـ"العربي الجديد".
في الوقت الحالي، يتابع العديد من الأميركيين من أصول عربية أو إسلامية، مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن بينهم، محجوب ومثله الناشط الإسلامي الأميركي ابراهيم هووبر، الذي يرصد بدقة، مواقف وتصريحات المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين في سباق الوصول إلى البيت الأبيض، لانتخاب الرئيس الأميركي السابع والستين، في ظل تصاعد حالة الإسلاموفوبيا، في الولايات المتحدة الأميركية.
كيف يرى المرشحون الجمهوريون العرب والمسلمين؟
يعد المرشح الجمهوري بن كارسون، ضمن قائمة المرشحين الأكثر تشددا ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة. على الرغم من معاناته كغيره من السود من العنصرية والتمييز، لكن هذا لم يمنعه من الانضمام إلى الحزب الجمهوري، الذي يوصف بـ"حزب الأغنياء البيض". صعد كارسون من القاع، ليصبح أشهر طبيب جراح في أميركا. ويعرف عن هذا الجراح المتقاعد، استحضاره الدين في كل المناسبات، إذ نصح الأميركيين بعدم انتخاب رئيس مسلم في الولايات المتحدة، "لأن الإسلام لا يتوافق مع الدستور الأميركي"، مضيفا "عقيدة الرئيس ينبغي أن تكون منسجمة مع الدستور الأميركي، والإسلام ليس متوافقا مع دستورنا".
يعلق أستاذ الحضارات في جامعة نيوإنغلاند أنور مجيد، على وجهة نظر كارسون، قائلا لـ"العربي الجديد":"هذه التصريحات محسوبة، وليست متهورة كما يعتقد بعضهم. فالإسلاموفوبيا اليوم في كل بيت محافظ تقريبا وتمد جذورها لدى الرأي العام الأميركي". وأضاف أن آخر استطلاع للرأي في أميركا "كشف أن 55 في المئة من المستطلعة آرائهم لديهم نظرة سلبية عن الإسلام والمسلمين".
دونالد ترامب
يخلط هذا المرشح الجمهوري الاستعراض والهزل بالسياسة، وعلى الرغم من ذلك لا يزال يتصدر استطلاعات الرأي بين المرشحين الجمهوريين. وقال عنه الرئيس باراك أوباما "ترامب يصلح لتلفزيون الواقع وليس لرئاسة أميركا".
وأثارت تصريحاته عن العرب والمسلمين وأوباما الكثير من الجدل، إذ أكد مرارا أنه سيعيد جميع اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم الولايات المتحدة إلى بلادهم، إذا انتخب رئيسا للبلاد.
ودعا إلى التدخل الأميركي في العراق وسورية والاستيلاء على البترول من الشرق الأوسط، حتى لا تستغله داعش. لكن ما أثار عليه موجة من السخط في أميركا هو رفضه تصحيح شخص وجه له سؤال قال فيه: "لدينا مشكلة في هذه البلاد وتسمى الإسلام، ونعلم أن رئيسنا الحالي واحد منهم، وأنت تعلم أنه ليس أميركي".
وكان ترامب من أكثر المشككين في الرئيس الأميركي أثناء منافسته على الرئاسة في انتخابات 2011، فقد تحدى أوباما أن يظهر إصدارا من شهاده ميلاده لضحد الشائعات التي تقول إنه ولد في كينيا، وهو ما قام به الرئيس الأميركي بالفعل.
ماركو روبيو
ولد المرشح الجمهوري ماركو روبيو، في ميامي في عام 1971 من والدين كوبيين وصلا إلى هذه الولاية قبل 15 عاما هربا من الفقر. وبعد سنوات على وصول كاسترو إلى السلطة في 1959 قررت أسرته عدم العودة إلى الجزيرة التي لم يزرها أبدا.
اكتشف الأميركيون اسم ماركو روبيو في عام 2010 أثناء انتخابه في مجلس الشيوخ عن "حزب الشاي" (الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري).
يقول المحلل السياسي الأميركي إدوارد جيم لـ"العربي الجديد" إن روبيو "لا يختلف عن بقية مرشحي الحزب الديموقراطي في نظرته السياسية للعرب والمسلمين، فهو ابن حزب الشاي اليميني، ولا يمكن أن يكون صديقا للعرب الأميركيين بالشكل الذي يريدون".
روبيو أيضا من دعاة التدخل الأميركي في سورية والعراق وبلدان شرق أوسطية أخرى، إذا أكد مرارا أن "الأزمات في سورية والعراق وإيران ترغم الولايات المتحدة على أن تكون أكثر تورطا في قضايا العالم، بدلا من أن تبقى في منأى عنها". وهذه الرؤية للعالم تدفعه إلى اعتناق تصنيفات للعالم وضعها اليمين المتشدد خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
تيد كروز
وجه جديد من اليمين الأميركي يجسد التغيير الداخلي الذي أحدثه "حزب الشاي" منذ بدء الولاية الرئاسية لباراك أوباما.
وانتخب كروز في مجلس الشيوخ منذ كانون الثاني/ يناير 2013، وهو أحد سيناتورين يمثلان تكساس. ويعتبر من أكثر المدافعين عن إسرائيل ضد الفلسطينيين.
في العام الماضي أثار جدلا واسعا في واشنطن بعد أن شن حملة دفاع شرسة عن إسرائيل زاعما أن "الدولة العبرية هي أفضل حليف لمسيحيي الشرق، قائلا: "إن أولئك الذين يكرهون إسرائيل يكرهون الولايات المتحدة، وأولئك الذين يكرهون اليهود يكرهون المسيحيين أيضا". لكن الجمهور الحاضر في ندوته وغالبيتهم من أصول عربية مسيحية، رفض تصريحات كروز، وهاجمه بشدة، ما جعله يرد عليهم: "إن بعض الحاضرين مفعمون بالكراهية، وإذا لم تدافعوا عن إسرائيل واليهود، فلن أدافع عنكم كمسيحيين".
يعتبر تيد كروزأيضا معارضا شديدا لقانون الهجرة الذي وقعه الرئيس أوباما، والهادف إلى تسوية أوضاع نحو خمسة ملايين شخص، وقد وصفه بأنه "عفو غير قانوني".
جيب بوش
يعرف العرب أن جيب بوش هو نجل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الأب)، وشقيق الرئيس السابق جورج بوش (الابن). لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن جيب بوش مدافع شرس عن تركتهما، خاصة حربي العراق وأفغانستان.
نظرته إلى العرب والمسلمين يلخصها تصريح أطلقه في مايو/أيار الماضي، إذ قال إن "الإسلام مختطف، وهو اليوم لم يعد دين سلام"، مضيفا "أنا متأكد أنه دين سلام لبعض المؤمنين، ولكن أشخاصا لديهم أيديولوجيا تريد تدمير الحضارة الغربية خطفوه وهم برابرة. وبالتالي فإن من الواضح أن هذا القسم، وهو القسم الذي علينا أن نتصدى له مباشرة، ليس دين سلام".
يقول المحلل السياسي إدوارد جيم إن "بوش ضمن المحافظين الذين انتقدوا الرئيس أوباما لعدم الإشارة بصراحة إلى وجود تهديد إرهابي مصدره إسلام راديكالي"، مضيفا "جيب بوش أيضا يدافع عن الحرب في العراق وعن أخطاء شقيقه جورج، بل طالب من الأميركيين شكره على حمايتهم عوض انتقاده".
ويجمع المراقبون على أن مواقف الجمهوريين من المسلمين "ليست مفاجئة"، كما يقول جيم، موضحا أنه "في حال ارتفاع حدة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، فإن أي عداء تجاه المسلمين يُكسب الجمهوريين مزيدا من الأصوات".
كارلي فيورينا
تعد كارلي فيورينا المرأة الوحيدة التي ترشحت عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. وعلى خلاف مرشحين آخرين، فإن رئيسة شركة "إتش بي" السابقة، تقع في صلب التيار الاقتصادي المحافظ، بينما تميل إلى الليونة في عدد من المسائل الاجتماعية.
في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر أثارت فيورينا جدلا في الساحة السياسة الأميركية أثناء جولة انتخابية قامت بها في ولاية نيوهامبشير، إذ خاطبها أحد السكان قائلا "أوباما ديكتاتور، لا يريد لهذه البلاد أن تتقدم فهو مسلم أسود". فردت عليه من دون أن تصحح له معلوماته ولا أن تؤنبه: "حسنا. حان الوقت للقيام بشيء مختلف بطرق كثيرة".
كانت فيورينا في الماضي واحدة من المرشحين الجمهوريين القلائل، التي أعربت عن عدم رضاها من التصريحات السلبية من قبل المرشحين إزاء المسلمين، وانتقدت أحد مؤيديها الذي قال إن "على العرب والمسلمين الأميركيين أن يأخذوا جمالهم ويضربوها".
كيف يرى المرشحون الديموقراطيون العرب والمسلمين؟
هيلاري كلينتون
ولدت هذه السياسية الديموقراطية في بيت جمهوري محافظ. بدأت حياتها السياسية مبكرا، ونشطت في الحزب الجمهوري بتأثير أسرتها المحافظة، فتولت قيادة النشاط الطلابي الجمهوري في بداية دراستها الجامعية، ووقفت ضد حرب فيتنام.
وبعد قرار الجمهوريين ترشيح ريتشارد نيكسون للرئاسة انفصلت عنهم والتحقت بمعسكر الديموقراطيين، وعرفت بدفاعها عن حقوق المرأة والطفل في الولايات المتحدة وخارجها، ما أكسبها تأييدا واسعا في الأوساط الحقوقية.
هيلاري كلينتون معروفة لدى العرب والمسلمين، لكن حظيت بموجة من التأييد من لدن الجاليات العربية في أميركا بعد أن تصدت لتصريحات بن كارسون حول المسلمين، وقالت في تغريدة على تويتر، "هل يمكن لمسلم أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية؟ بكلمة واحدة: نعم. الآن، لننتقل إلى موضوع آخر". وأرفقت وزيرة الخارجية السابقة تغريدتها، بمقتطف من المادة السادسة من الدستور الأميركي والتي تقول "لا يجوز أبدا اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة".
"سياستها الخارجية تجاه العرب والمسلمين هي تقريبا نفس سياسة أوباما الخارجية" يقول أستاذ الحضارات في جامعة نيوإنعلاند أنور مجيد، مضيفا "كانت وزيرة للخارجية ونظرتها لن تختلف إذا أصبحت رئيسة لأميركا".
وفي المقابل، رفضت الغزو الأميركي للعراق، وصرحت أنها ستسحب كل الجنود الأميركيين من العراق وأفغانستان إذا أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، كما عرفت بتصريحاتها المناهضة لامتلاك إيران الطاقة النووية.
بيرني ساندرز
أطلق السناتور بيرني ساندرز حملة انتخابية يسارية داخل الحزب الديموقراطي في السباق إلى البيت الأبيض لعام 2016 منددا بنظام اقتصادي "غير أخلاقي" ويعمل لصالح الأثرياء.
ووصف بيرني ساندرز (73 عاما) نفسه بأنه "اشتراكي"، وهو مرشح بقوة لمنافسة هيلاري كلينتون داخل الحزب الديموقراطي.
بيرني ساندرز، الذي يتحدر من أسرة يهودية، ليس عضوا في الحزب الديموقراطي، ولكنه ينتمي إلى الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ كمستقل.
وأسس العشرات من المسلمين الأميركيين صفحات مؤيدة لساندرز على فيسبوك، ويعتبرونه الأقرب إليهم، لأن تصريحاته حيال المسلمين كما يقول المحلل السياسي الأميركي إدوارد جيم "لا تعرف المجاملة والإطراء. إنه يقول ما يؤمن به، والدليل أنه دخل السباق الرئاسي كاشتراكي وهذا لوحده كفيل بإنهاء حظوظه تقريبا في تولي الرئاسة في بلد رأسمالي". وكان ساندرز قد وصف تصريحات بن كارسون حول المسلمين بـ"المخيبة. قائلا "إنها تصريحات خاطئة في حق المسلمين". وأضاف "كم انتظرنا في أميركا حتى ننتخب رئيسا كاثوليكيا (جون كينيدي 1961). كان بعضهم يقول: الرئيس الكاثوليكي سيشتغل لفائدة البابا"، في إشارة إلى أن التاريخ يعيد نفسه، بسبب الخوف من رئيس مسلم في البيت الأبيض.
يعلق الناشط الإسلامي الأميركي إبراهيم هووبر على الأمر، قائلا لـ"العربي الجديد" إن الجمهوريين "لا يهتمون بأصوات المسلمين، ولهذا لا ننصح إخواننا بالتصويت لهم في الانتخابات المقبلة".
*الصور في المتن مصدرها (Getty)
بيد أن استهداف تنظيم القاعدة لمركز التجارة العالمي في 2001 قلب كل المعادلات، في حياة الأميركيين، وعلى الأكثر، من أصول عربية أو مسلمة، مثل محجوب، إذ روج مسؤولون في إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لسياسة صدامية ضد كل ما هو عربي وإسلامي. وداخل الحزب الجمهوري تبلورت تفسيرات دينية خاطئة قادت إلى محاصرة العرب الأميركيين والتضييق عليهم، في مقابل دعم إسرائيل سياسيا وأمنيا، كما يقول محجوب لـ"العربي الجديد".
في الوقت الحالي، يتابع العديد من الأميركيين من أصول عربية أو إسلامية، مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن بينهم، محجوب ومثله الناشط الإسلامي الأميركي ابراهيم هووبر، الذي يرصد بدقة، مواقف وتصريحات المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين في سباق الوصول إلى البيت الأبيض، لانتخاب الرئيس الأميركي السابع والستين، في ظل تصاعد حالة الإسلاموفوبيا، في الولايات المتحدة الأميركية.
كيف يرى المرشحون الجمهوريون العرب والمسلمين؟
يعد المرشح الجمهوري بن كارسون، ضمن قائمة المرشحين الأكثر تشددا ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة. على الرغم من معاناته كغيره من السود من العنصرية والتمييز، لكن هذا لم يمنعه من الانضمام إلى الحزب الجمهوري، الذي يوصف بـ"حزب الأغنياء البيض". صعد كارسون من القاع، ليصبح أشهر طبيب جراح في أميركا. ويعرف عن هذا الجراح المتقاعد، استحضاره الدين في كل المناسبات، إذ نصح الأميركيين بعدم انتخاب رئيس مسلم في الولايات المتحدة، "لأن الإسلام لا يتوافق مع الدستور الأميركي"، مضيفا "عقيدة الرئيس ينبغي أن تكون منسجمة مع الدستور الأميركي، والإسلام ليس متوافقا مع دستورنا".
يعلق أستاذ الحضارات في جامعة نيوإنغلاند أنور مجيد، على وجهة نظر كارسون، قائلا لـ"العربي الجديد":"هذه التصريحات محسوبة، وليست متهورة كما يعتقد بعضهم. فالإسلاموفوبيا اليوم في كل بيت محافظ تقريبا وتمد جذورها لدى الرأي العام الأميركي". وأضاف أن آخر استطلاع للرأي في أميركا "كشف أن 55 في المئة من المستطلعة آرائهم لديهم نظرة سلبية عن الإسلام والمسلمين".
دونالد ترامب
يخلط هذا المرشح الجمهوري الاستعراض والهزل بالسياسة، وعلى الرغم من ذلك لا يزال يتصدر استطلاعات الرأي بين المرشحين الجمهوريين. وقال عنه الرئيس باراك أوباما "ترامب يصلح لتلفزيون الواقع وليس لرئاسة أميركا".
وأثارت تصريحاته عن العرب والمسلمين وأوباما الكثير من الجدل، إذ أكد مرارا أنه سيعيد جميع اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم الولايات المتحدة إلى بلادهم، إذا انتخب رئيسا للبلاد.
ودعا إلى التدخل الأميركي في العراق وسورية والاستيلاء على البترول من الشرق الأوسط، حتى لا تستغله داعش. لكن ما أثار عليه موجة من السخط في أميركا هو رفضه تصحيح شخص وجه له سؤال قال فيه: "لدينا مشكلة في هذه البلاد وتسمى الإسلام، ونعلم أن رئيسنا الحالي واحد منهم، وأنت تعلم أنه ليس أميركي".
وكان ترامب من أكثر المشككين في الرئيس الأميركي أثناء منافسته على الرئاسة في انتخابات 2011، فقد تحدى أوباما أن يظهر إصدارا من شهاده ميلاده لضحد الشائعات التي تقول إنه ولد في كينيا، وهو ما قام به الرئيس الأميركي بالفعل.
ماركو روبيو
ولد المرشح الجمهوري ماركو روبيو، في ميامي في عام 1971 من والدين كوبيين وصلا إلى هذه الولاية قبل 15 عاما هربا من الفقر. وبعد سنوات على وصول كاسترو إلى السلطة في 1959 قررت أسرته عدم العودة إلى الجزيرة التي لم يزرها أبدا.
اكتشف الأميركيون اسم ماركو روبيو في عام 2010 أثناء انتخابه في مجلس الشيوخ عن "حزب الشاي" (الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري).
يقول المحلل السياسي الأميركي إدوارد جيم لـ"العربي الجديد" إن روبيو "لا يختلف عن بقية مرشحي الحزب الديموقراطي في نظرته السياسية للعرب والمسلمين، فهو ابن حزب الشاي اليميني، ولا يمكن أن يكون صديقا للعرب الأميركيين بالشكل الذي يريدون".
روبيو أيضا من دعاة التدخل الأميركي في سورية والعراق وبلدان شرق أوسطية أخرى، إذا أكد مرارا أن "الأزمات في سورية والعراق وإيران ترغم الولايات المتحدة على أن تكون أكثر تورطا في قضايا العالم، بدلا من أن تبقى في منأى عنها". وهذه الرؤية للعالم تدفعه إلى اعتناق تصنيفات للعالم وضعها اليمين المتشدد خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
تيد كروز
وجه جديد من اليمين الأميركي يجسد التغيير الداخلي الذي أحدثه "حزب الشاي" منذ بدء الولاية الرئاسية لباراك أوباما.
وانتخب كروز في مجلس الشيوخ منذ كانون الثاني/ يناير 2013، وهو أحد سيناتورين يمثلان تكساس. ويعتبر من أكثر المدافعين عن إسرائيل ضد الفلسطينيين.
في العام الماضي أثار جدلا واسعا في واشنطن بعد أن شن حملة دفاع شرسة عن إسرائيل زاعما أن "الدولة العبرية هي أفضل حليف لمسيحيي الشرق، قائلا: "إن أولئك الذين يكرهون إسرائيل يكرهون الولايات المتحدة، وأولئك الذين يكرهون اليهود يكرهون المسيحيين أيضا". لكن الجمهور الحاضر في ندوته وغالبيتهم من أصول عربية مسيحية، رفض تصريحات كروز، وهاجمه بشدة، ما جعله يرد عليهم: "إن بعض الحاضرين مفعمون بالكراهية، وإذا لم تدافعوا عن إسرائيل واليهود، فلن أدافع عنكم كمسيحيين".
يعتبر تيد كروزأيضا معارضا شديدا لقانون الهجرة الذي وقعه الرئيس أوباما، والهادف إلى تسوية أوضاع نحو خمسة ملايين شخص، وقد وصفه بأنه "عفو غير قانوني".
جيب بوش
يعرف العرب أن جيب بوش هو نجل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الأب)، وشقيق الرئيس السابق جورج بوش (الابن). لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن جيب بوش مدافع شرس عن تركتهما، خاصة حربي العراق وأفغانستان.
نظرته إلى العرب والمسلمين يلخصها تصريح أطلقه في مايو/أيار الماضي، إذ قال إن "الإسلام مختطف، وهو اليوم لم يعد دين سلام"، مضيفا "أنا متأكد أنه دين سلام لبعض المؤمنين، ولكن أشخاصا لديهم أيديولوجيا تريد تدمير الحضارة الغربية خطفوه وهم برابرة. وبالتالي فإن من الواضح أن هذا القسم، وهو القسم الذي علينا أن نتصدى له مباشرة، ليس دين سلام".
يقول المحلل السياسي إدوارد جيم إن "بوش ضمن المحافظين الذين انتقدوا الرئيس أوباما لعدم الإشارة بصراحة إلى وجود تهديد إرهابي مصدره إسلام راديكالي"، مضيفا "جيب بوش أيضا يدافع عن الحرب في العراق وعن أخطاء شقيقه جورج، بل طالب من الأميركيين شكره على حمايتهم عوض انتقاده".
ويجمع المراقبون على أن مواقف الجمهوريين من المسلمين "ليست مفاجئة"، كما يقول جيم، موضحا أنه "في حال ارتفاع حدة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، فإن أي عداء تجاه المسلمين يُكسب الجمهوريين مزيدا من الأصوات".
كارلي فيورينا
تعد كارلي فيورينا المرأة الوحيدة التي ترشحت عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. وعلى خلاف مرشحين آخرين، فإن رئيسة شركة "إتش بي" السابقة، تقع في صلب التيار الاقتصادي المحافظ، بينما تميل إلى الليونة في عدد من المسائل الاجتماعية.
في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر أثارت فيورينا جدلا في الساحة السياسة الأميركية أثناء جولة انتخابية قامت بها في ولاية نيوهامبشير، إذ خاطبها أحد السكان قائلا "أوباما ديكتاتور، لا يريد لهذه البلاد أن تتقدم فهو مسلم أسود". فردت عليه من دون أن تصحح له معلوماته ولا أن تؤنبه: "حسنا. حان الوقت للقيام بشيء مختلف بطرق كثيرة".
كانت فيورينا في الماضي واحدة من المرشحين الجمهوريين القلائل، التي أعربت عن عدم رضاها من التصريحات السلبية من قبل المرشحين إزاء المسلمين، وانتقدت أحد مؤيديها الذي قال إن "على العرب والمسلمين الأميركيين أن يأخذوا جمالهم ويضربوها".
كيف يرى المرشحون الديموقراطيون العرب والمسلمين؟
هيلاري كلينتون
ولدت هذه السياسية الديموقراطية في بيت جمهوري محافظ. بدأت حياتها السياسية مبكرا، ونشطت في الحزب الجمهوري بتأثير أسرتها المحافظة، فتولت قيادة النشاط الطلابي الجمهوري في بداية دراستها الجامعية، ووقفت ضد حرب فيتنام.
وبعد قرار الجمهوريين ترشيح ريتشارد نيكسون للرئاسة انفصلت عنهم والتحقت بمعسكر الديموقراطيين، وعرفت بدفاعها عن حقوق المرأة والطفل في الولايات المتحدة وخارجها، ما أكسبها تأييدا واسعا في الأوساط الحقوقية.
هيلاري كلينتون معروفة لدى العرب والمسلمين، لكن حظيت بموجة من التأييد من لدن الجاليات العربية في أميركا بعد أن تصدت لتصريحات بن كارسون حول المسلمين، وقالت في تغريدة على تويتر، "هل يمكن لمسلم أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية؟ بكلمة واحدة: نعم. الآن، لننتقل إلى موضوع آخر". وأرفقت وزيرة الخارجية السابقة تغريدتها، بمقتطف من المادة السادسة من الدستور الأميركي والتي تقول "لا يجوز أبدا اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة".
"سياستها الخارجية تجاه العرب والمسلمين هي تقريبا نفس سياسة أوباما الخارجية" يقول أستاذ الحضارات في جامعة نيوإنعلاند أنور مجيد، مضيفا "كانت وزيرة للخارجية ونظرتها لن تختلف إذا أصبحت رئيسة لأميركا".
وفي المقابل، رفضت الغزو الأميركي للعراق، وصرحت أنها ستسحب كل الجنود الأميركيين من العراق وأفغانستان إذا أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، كما عرفت بتصريحاتها المناهضة لامتلاك إيران الطاقة النووية.
بيرني ساندرز
أطلق السناتور بيرني ساندرز حملة انتخابية يسارية داخل الحزب الديموقراطي في السباق إلى البيت الأبيض لعام 2016 منددا بنظام اقتصادي "غير أخلاقي" ويعمل لصالح الأثرياء.
ووصف بيرني ساندرز (73 عاما) نفسه بأنه "اشتراكي"، وهو مرشح بقوة لمنافسة هيلاري كلينتون داخل الحزب الديموقراطي.
بيرني ساندرز، الذي يتحدر من أسرة يهودية، ليس عضوا في الحزب الديموقراطي، ولكنه ينتمي إلى الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ كمستقل.
وأسس العشرات من المسلمين الأميركيين صفحات مؤيدة لساندرز على فيسبوك، ويعتبرونه الأقرب إليهم، لأن تصريحاته حيال المسلمين كما يقول المحلل السياسي الأميركي إدوارد جيم "لا تعرف المجاملة والإطراء. إنه يقول ما يؤمن به، والدليل أنه دخل السباق الرئاسي كاشتراكي وهذا لوحده كفيل بإنهاء حظوظه تقريبا في تولي الرئاسة في بلد رأسمالي". وكان ساندرز قد وصف تصريحات بن كارسون حول المسلمين بـ"المخيبة. قائلا "إنها تصريحات خاطئة في حق المسلمين". وأضاف "كم انتظرنا في أميركا حتى ننتخب رئيسا كاثوليكيا (جون كينيدي 1961). كان بعضهم يقول: الرئيس الكاثوليكي سيشتغل لفائدة البابا"، في إشارة إلى أن التاريخ يعيد نفسه، بسبب الخوف من رئيس مسلم في البيت الأبيض.
يعلق الناشط الإسلامي الأميركي إبراهيم هووبر على الأمر، قائلا لـ"العربي الجديد" إن الجمهوريين "لا يهتمون بأصوات المسلمين، ولهذا لا ننصح إخواننا بالتصويت لهم في الانتخابات المقبلة".
*الصور في المتن مصدرها (Getty)