وللعام الخامس على التوالي، برمجت إدارة السجون التونسية سلسلة من العروض السينمائية للأفلام المشاركة في دورة أيام قرطاج السينمائية، وبحضور مخرجين وممثلين شاركوا في حلقات نقاش مع نزلاء السجون عقب عرض الأفلام.
وقال الناطق باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح، سفيان مزغيش، لـ"العربي الجديد"، إن الإدارة قررت هذا العام أن تشمل العروض سجونا جديدة، مؤكدا على مساعي إدارة السجون لتمكين أكبر عدد ممكن من السجناء من الانخراط في هذه التجربة التي تحث عليها المنظمات الدولية في سياق تحويل السجون من مؤسسة عقابية إلى مؤسسة لإعادة التأهيل والإصلاح.
وحول كيفية اختيار السجناء لحضور العروض السينمائية، أفاد مزغيش بأن الاختيار يتم وفق السلطة التقديرية لإدارة السجن، ووفقا لمعايير حسن السلوك والانضباط، في حين أن بقية السجناء يتابعون العروض في عنابرهم عبر شاشات التلفزيون، مشددا على التأثير الإيجابي في سلوك السجناء، والذي يمتد لعدة أسابيع، كنوع من تقليص الفوارق بين حياة نزلاء السجون داخلها، وحياتهم خارجها.
وأوضح أن "إدارة السجون بصدد العمل على أنشطة فنية مثل نشاطات المسرح والرسم والسينما، فضلا عن إمكانية مشاركة سجناء في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية عبر مسرحيات من كتابتهم أو إخراجهم أو تمثيلهم".
وتقود وزارة العدل التي تشرف على السجون خطة التأهيل بهدف تحسين أوضاع النزلاء ومساعدتهم على الانفتاح الفكري والثقافي، ومقاومة الفكر المتطرف لدى بعضهم بهدف منعهم من العودة إلى الجريمة، وإعدادهم لحياة اجتماعية سليمة بعد انقضاء العقوبة.
وكشف تقرير سابق لمفوضية حقوق الإنسان الأممية حول السجون التونسية أن "الاكتظاظ، وغياب الفصل بين فئات النزلاء أخطر ما في السجون، ويصعب من عملية الإصلاح، وإعادة الادماج، كما يساهم في رفع نسبة العودة إلى الجريمة، وانتشار الأمراض".