78% من ضحايا التحرش بكوريا الجنوبية لا يشتكين... #MeToo

21 نوفمبر 2017
يكتبن تجاربهن عند محطة للمترو (يونغ يون جي/فرانس برس)
+ الخط -


ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن حملة "أنا أيضاً"#MeToo عبر وسائل التواصل الاجتماعي شجعت مئات آلاف النساء والفتيات في كوريا الجنوبية على التحدث عن تجاربهن مع التحرش أو الاعتداء الجنسي، مع العلم أن 78 في المائة ممن تعرضن للمضايقات الجنسية في مكان العمل لم يقدمن شكاوى أو يتخذن أي إجراء، بل صبرن، بحسب دراسة حكومية.

وأشارت الباحثة في قسم حقوق المرأة في المنظمة، هيذر بار، أمس الاثنين إلى أن النساء الكوريات الجنوبيات بدأن في نشر تجاربهن المتعلقة بالتحرش والاعتداء الجنسي على الإنترنت، ما أثار النقاش وأبرز الغضب والإحباط المتراكمين. ولفتت إلى أن حكومة كوريا الجنوبية وعدت أمس باتخاذ تدابير جديدة لمعالجة التحرش الجنسي في مكان العمل.

ولفتت بار في مقال نشرته عبر موقع المنظمة أن "لدى كوريا الجنوبية مشكلة خطيرة تتمثل في التحرش والعنف ضد المرأة. إذ احتلت في الآونة الأخيرة المرتبة 116 من أصل 144 بلدا في عدم المساواة بين الجنسين".

وأوضحت أن صوراً ظهرت الأسبوع الماضي، لممرضات في مستشفى، يُزعم أنهن أُجبرن على الرقص بملابس قصيرة لمسؤولين زائرين.

ولفتت إلى استطلاع للرأي أُجري أخيرا، بيّن أن 80 في المائة من رجال كوريا الجنوبية سبق لهم أن أساؤوا معاملة صديقة لهن جسدياً أو نفسياً. يشتهر البلد للأسف بكونه في المرتبة الثالثة عالميا لجهة ضحايا قتل الإناث، التي بلغت نسبتهن 52.5 في المائة من إجمالي ضحايا القتل في البلاد. ويعزى قتل النساء على يد شركائهن الحميمين إلى عدم إنفاذ الحكومة القوانين ضد العنف المنزلي بفعالية.



ورأت أن على الحكومة أن تفعل الكثير لمعالجة المشكلة، خصوصاً أن دراسة حكومية أجريت عام 2015، خلصت إلى أن ثماني نساء من عشرة، أي أكثر من 78 في المائة من ضحايا التحرش الجنسي في مكان العمل قلن إنهن لم يتخذن أي إجراء للحصول على الحماية أو الإنصاف بل "صبرن عليه". وقالت نساء كثيرات إنهن لم يتوقعن المساعدة حتى لو اشتكين.

وينتقد الخبراء ومنظمات المجتمع المدني توجيهات الحكومة في مجال التربية الجنسية كونها أقل بكثير من المستوى المطلوب لوقف هذه الأزمة. ومن الأدلة على مدى بعد السياسة الحكومية عن الواقع، الطلب من أساتذة المدارس الثانوية، تحذير النساء من خطر تعرضهن للاغتصاب إذا خرجن مع رجال يدفعون ثمناً باهظاً لوجبة طعام، لأن هؤلاء يتوقعون ممارسة الجنس بالمقابل.

وأشارت المنظمة إلى أن حكومة كوريا الجنوبية تعهدت بإلزام جميع أرباب العمل بتقديم التوعية لمكافحة التحرش الجنسي، وتسهيل الإبلاغ عن الانتهاكات، وتعيين موظفين متخصصين لمعالجة الشكاوى. كما وعدت بعقوبات أشد ضدّ مرتكبي المضايقات والإساءات، إضافة إلى أرباب العمل الذين لا يستجيبون للقوانين الجديدة كما يجب.

واعتبرت أن "هذه خطوات إيجابية، لكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير. على الحكومة أن تفي بوعدها وتتشاور مع الناجيات، وتتخذ تدابير قوية لردع الانتقام من المشتكيات، وأن تجعل هذه الإصلاحات جزءاً من حملة أوسع نطاقا لتعزيز المساواة بين الجنسين، وإنهاء التسامح مع الانتهاكات ضدّ المرأة".

(العربي الجديد)

المساهمون