يستيقظ الجزائريون كل يوم على حوادث سير باتت أحد مصادر الرعب، سواء في المدن أو في الطرق السيارة، كونها تخلف قتلى وجرحى وأحزانا في العائلات، كما تترك أسئلة معلقة حول أسباب تكرار الحوادث.
وسجلت مصالح الأمن الجزائرية أرقاما مفزعة خلال الأسبوع الأخير الذي شهد مقتل 72 شخصا في حوادث سير مختلفة، وأفاد بيان للدرك الوطني الجزائري، بأنه "تم تسجيل 161 حادث سير، وأدت إلى مقتل وإصابة 293 شخصا، وكانت أثقل حصيلة في ولايتي سكيكدة وغرداية بعدد 7 قتلى في كل منهما، وأن العاصمة الجزائرية شهدت خلال الأسبوع الأخير 10 حوادث سير".
وعزت مصالح الأمن الجزائرية العوامل المتسببة في هذه الحوادث إلى سائقي السيارات بنسبة 84 في المائة، تليها مسؤولية الراجلين من المارة بنسبة 9 في المائة، ثم حالة المركبات السيئة وعدم مراقبتها تقنيا بنسبة 4 في المائة، وحالة الطريق والمحيط بنسبة 1.5 في المائة.
وأوضحت دراسة نشرها المركز الجزائري للوقاية والأمن عبر الطرقات مؤخرا، أن "العامل البشري أحد أكبر أسباب حوادث السير، وأن الحاصلين الجدد على رخصة السياقة تسببوا في 2979 حادث سير على مستوى 39 ولاية جزائرية، بينما أصحاب الرخصة من 5 إلى 10 سنوات، تسببوا في وقوع 2424 حادث سير، وتسبب سائقون من دون رخصة في وقوع 1330 حادثا".
وبخصوص الفئات العمرية، كشفت الدراسة أن 68 في المائة من السائقين المتورطين في الحوادث أعمارهم تتراوح بين 18 و24 سنة، وأن 27 في المائة من المتسببين في حوادث السير تتراوح سنهم بين 30 و39 سنة.
واحتلت السرعة المفرطة المرتبة الأولى من العوامل المؤدية للحوادث، بينما احتلت التجاوزات الخطيرة المرتبة الثانية، وتلاها عدم احترام مسافة الأمان، ثم فقدان السيطرة والمناورات الخطيرة في المرتبة الرابعة.
ولفتت الدراسة إلى أن العوامل التقنية من بين أسباب الحوادث بشكل عام، وأهمها الاختلالات الميكانيكية، والفرامل غير الفعالة، وانعدام الأضواء، فضلا عن العوامل المرتبطة بالطريق والمحيط مثل انعدام إشارات المرور، وسوء الأحوال الجوية.
وما زال استعمال الهاتف الجوال أثناء القيادة من أهم أسباب الحوادث، رغم أن القانون الجزائري يعاقب السائق بسحب الرخصة وغرامة مالية، ورغم حملات التوعية، إلا أن أرقام الحوادث في تصاعد ملفت، خصوصا في فصل الصيف، وفي المدن المكتظة بالسكان، وعلى مستوى الطرقات المؤدية إلى الشواطئ.