70 عاماً على نكبة فلسطين

23 مايو 2018
+ الخط -

 

تصادف هذه الأيام ذكرى نكبة فلسطين المؤلمة والتي شُرّد فيها شعب واغتُصبت أرض وما زال الجرح غائراً منذ سبعين عاما. سبعون عاما انقضت، تخللتها العديد من النكسات والانكسارات للعرب والمسلمين، فشلوا فيها في تحرير الأرض المباركة من الاحتلال الصهيوني الآثم، كان الانهزام والانهيار للمسلمين في أرض فلسطين تدريجياً، بدءاً بالنكبة وصولاً إلى النكسة وانتهاء بحال الأمة اليوم من تخاذل وتناسٍ لقضية المسلمين الأولى ألا وهي تحرير أولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم من دنس الصهاينة المحتلين. وعلى الرغم من جثوم الاحتلال على صدر الفلسطينيين سبعين عاماً إلا أن هذا الشعب العظيم يبقى الشمعة الموقدة في قلب الظلام وتبقى الحركات الجهادية كحماس والجهاد الإسلامي إضاءات مشرقة تتحدى ظلام الاحتلال.

لقد مرت على الشعب الفلسطيني الأبي سنوات طوال، ظل فيها يقاتل ويكافح الاحتلال بما استطاع، وعلى الرغم من ضيق ذات اليد وقلة العدة والعتاد إلا أن هذا الشعب ما يزال مرابطا صامدا، رغم ما يتعرض له من بطش وظلم تحت نيران الاحتلال.

إن صمود هذا الشعب العظيم يبعث الأمل، على الرغم من شدة الألم وقسوة الواقع المعاش في الأرض المحتلة، فصموده يذكّرنا بالحديث الشريف "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوّهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. قالوا وأين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"، هذه البشرى النبوية تجعلنا نطمئن ونتفاءل ونعلم أنه وإن كان الحال في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وما تواجهه القضية اليوم من تآمر بين صهاينة العرب وأعداء الأمة ولهاث وراء التطبيع مع المحتلين ومساعيهم الخبيثة لتمرير ما سمّوه بصفقة العصر، إلا أن الأمة ستنتصر في نهاية المطاف بحول الله وقوّته مادامت هناك طائفة مجاهدة ما زالت صامدة في الأرض المقاتلة، فاللهم انصرهم على عدوّهم، واخذل الصهاينة التقليديين ومن شايعهم من صهاينة العرب.. اللهم آمين!