7 طرق لتمويل مشروع صغير بتكلفة 100 ألف دولار

31 مارس 2015
خلاصة طرق التمويل لكل مرحلة من عمر مشروع(العربي الجديد)
+ الخط -
الأفكار الرائعة لن يكون لها قيمة على أرض الواقع إذا أفتقدت المال اللازم لتنفيذها. هذه خلاصة دراسة أميركية كشفت عن أن 79% من المشاريع الصغيرة، تفشل بسبب قلة رأس المال. بل إن تحديد وسيلة التمويل المناسبة هي الضلع الأكثر أهمية في إنجاح المشروع. فكل مرحلة من مراحل المشروع يناسبها وسيلة تمويل مُحددة، تضع "العربي الجديد" أمامك خلاصة طرق التمويل المثلى لكل مرحلة من عمر مشروع، يبدأ بتكلفة 100 ألف دولار.
 


فتش بين ممتلكاتك أولاً
"قبل أن تفكر في أي وسيلة استدانة، أبحث جيداً عما تحتاجه من ممتلكاتك". يضع الرئيس السابق لبيت الاستثمار العالمي جلوبل/السعودية، أحمد علي، يده على الدرجة الأولى من سُلم تدبير مال أي مشروع صغير. فيشير إلى أنه إذا كان المستثمر الشاب لا يمتلك أموالاً سائلة، فعليه البحث ما إذا كان يحتاج سيارته أم لا، أو مدى إمكانية بيع منزله والانتقال إلى بيت أقل مساحة. هذه الطريقة من وجهة نظر "علي" قد لا توفر كامل أموال المشروع، ولكنها تضمن بداية سليمة دون تحمل أعباء ديون تُسدَد في مواعيد محددة، أو مشاركة أي شخص أو جهة قد تعارض طريقة تفكيرك في إدارة المشروع، خلال أي مرحلة.

شارك أصدقاءك
في الأغلب، لن تكفي أموالك لتغطية أكلاف المشروع بالكامل، وهنا يظهر الأصدقاء الذين لديهم طموح العمل الخاص كخيار مناسب. فيوضح الرئيس السابق لبيت الاستثمار العالمي جلوبل – السعودية، أحمد علي لـ "العربي الجديد"، أن أكثر من 50% من مشروعات ريادة الأعمال تبدأ عن طريق شراكة الأصدقاء. فهذه الوسيلة تتضمن توزيع المخاطر بين أكثر من طرف، دون تحملها من قبل صاحب الفكرة بمفرده.


الأقارب مصرف مثالي
إن لم تستطع تنفيذ طريقة الشراكة، فيمكنك سؤال العائلة والأصدقاء منحك قرضاً لتمويل جانب من المشروع. وبالفعل نجحت هذه الطريقة كثيراً في انطلاق العديد من المشاريع، حسب دراسة حديثه أجرتها كلية بابسون، ومدرسة لندن للأعمال، ومؤسسة كوفما للدراسات، إذ توصلت إلى أن 70% من المشاريع الصغيرة تأسست بفضل مساعدات العائلة والأصدقاء.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الطريقة تعتبر واحدة من أفضل الأختيارات دوماً، فالمستثمر لن يكون بحاجة إلى تحمل فوائد على القرض أو مشاركة أحد في الأرباح. ولكن في ذات الوقت يتوجب عدم إغفال 4 نقاط هامة، الأولى أن هذا النوع من القروض يكون ذات أجل قصير لا يزيد في الاغلب عن عامين، ثانياً: تعامل مع العائلة والأصدقاء باعتبارهم ممولين وليس مستثمرين أي أنهم لن يشاركوك المخاطر.


أما النقطة الثالثة فهي ألا تبالغ في توقعات الأرباح، أو دخول المشروع دون خطة متكاملة وسيناريوهات مختلفة للتغيرات التي قد يشهدها السوق، فعدم سداد القرض في المواعيد المتفق عليها سيضع العلاقات العائلية والصداقة على حافة الهاوية. وأخيراً يجب أن تُدرك أن هذا القرض يساهم غالباً في جزء من الأكلاف، وعليك تغطية الجانب الأكبر عبر أموالك الخاصة.

برامج التمويل الحكومية: فرصة استثنائية
"لا تقترض من أكثر من جهة حتى لا تتعثر في السداد، فاذا فشلت في تدبير أموال من أفراد العائلة والأصدقاء. أجعل خيارك الثاني الصناديق والمصارف الحكومية المخصصة لتمويل المشاريع الصغيرة": نصيحة يسديها خبير الاستثمار التونسي مُعز جودي لرواد الأعمال.

ويقول جودي لـ"العربي الجديد" إن هذه الصناديق تستقبل المئات من طلبات التمويل يومياً، بسبب المزايا التي تقدمها عن غيرها من البنوك، فهي لا تتطلب ضمانات كثيرة بل إن بعضها يكتفي بالاقتناع بأهمية المشروع باعتبارها أكثر ضمانة للنجاح، وتتولى أيضاً تمويل دراسات الجدوى. ويشرح أنه بإمكان المستثمر الصغير الحصول على قرض يبدأ من 5 ألاف حتى 50 ألف دولار بفائدة سنوية أقل من 10% مع إعطاء فترة سماح عامين قبل البدء في السداد.

المصارف: مخاطر لا تنتهي

إذا استنفدت كل محاولاتك لخلق مزيج تمويلي من بين الطرق الأربع السابقة، فالمصارف ربما تفرض نفسها كاختيار صعب يمكنك الاعتماد عليه."نادراً ما ستجد المصارف تقدم قروضاً للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر في الوطن العربي. فالمصارف توجه تركيزها نحو تمويل المشاريع الكبيرة التي تحقق أرباحاً كبيرة لها": الحديث لخبير التمويل اللبناني عبدالمنعم عداس، الذي يشير لـ"العربي الجديد" إلى أنه من بين كل 100 طلب تمويل مشاريع صغيرة، هناك مشروع واحد فقط يحظى بالموافقة.

صناديق رأس المال المخاطر: استثمار في المستقبل
ربما لا يفضل خبراء التمويل مشاركة أي جهة لرواد الأعمال في مشاريعهم، حتى لا يسيطروا على إدارة وتوجيه المشروع، ولكن في النهاية تعد صناديق رأس المال المخاطر "adventure capital" أحد أفضل وسائل التمويل عبر المشاركة التي يمكن اللجوء إليها عند الفشل في استخدام أي من الطرق الخمس السابقة. "هذه الصناديق تمتلك 2- 7% في الأغلب من المشروع ولكنها تمتلك القدرة على توجية المشروع، بناءً على ما لديها من خبرات وأموال تمكنها من مساندة المشروع في أي لحظة، وتوفر عادة تمويلاً بقيمة تبدأ من 15 ألف دولار حتى 250 ألف دولار للمشاريع الجديدة" الحديث لمدير الاستثمار بشركة كارتل كابيتال الأميركية في مصر، أيمن أبو هند لـ"العربي الجديد".


ويحدد أبو هند 4 أسئلة عليك الإجابة عنها قبل التوجه للصندوق، الأول: ما هي خبراتك؟ ثم، هل هناك انسجام بين الشركاء في المشروع؟ والثالث هل يخصصون كامل وقتهم للعمل بالمشروع أم لا؟ وأخيراً: كيف ستنفق هذا التمويل؟ فالإجابة عن هذه الاسئلة تحدد فرص الحصول على التمويل.

المستثمر الاستراتيجي
أخيراً، حين يصل المشروع إلى درجة من النضج تسمح بتحقيق أرباح، يمكنك حينها البحث عن مستثمر يوفر تمويلاً كافياً لتوسع المشروع. "عليك قبل اتخاذ هذه الخطوة أن تحدد مؤشرات نمو واضحة وتحليل موقف المنافسين، وأن تضيف إلى الإدارة أحد الخبراء، لأن المستثمرين يطمئنون حين يجدون خبيراً بالإدارة يخلق توازناً مقابل حماسة رواد الأعمال". هكذا لخص أبو هند متطلبات المستثمر الاستراتيجي. وفي نفس الوقت ينبه أبو هند إلى ضرورة عدم سيطرة المستثمر على أكثر من 25% حتى لا يوجه دفة المشروع منفرداً، وكذلك معرفة كيف سيبيع حصته مستقبلاً، منعاً لقدوم شركاء يحملون توجهات استثمارية مختلفة عن مؤسس المشروع.

إقرأ أيضا: هل تستطيع الدول العربيّة تحمّل كلفة الحروب؟
المساهمون