السيتي قدم أربعة عروض رسمية لإدارة نادي "الثعالب" لضم النجم الجزائري، قبل أن ينسحب من الصفقة نهائيا، بسبب رفض ليستر لكل العروض المقدمة، في إعادة إلى السيناريو الذي عاشه اللاعب العربي الصيف الماضي، عندما حاول "الهروب" من فريقه قبل سويعات من إغلاق باب الانتقالات، قبل أن يفشل في ذلك. وسنعرض في هذا التقرير سبعة أسباب أدت إلى فشل انتقال محرز من فريقه
1-"جشع" ليستر سيتي
تجلى "جشع" الإدارة التايلاندية التي تملك نادي ليستر سيتي الإنكليزي، في مغالاتها في مطالبها المالية الخاصة ببيع نجمها الجزائري، وبدأت القصة صيف العام 2016، عندما قدم محرز أداء خرافيا وقاد ليستر للفوز بأول ألقابه في الدوري الإنكليزي الممتاز على مر تاريخه.
وأمام الاهتمام المتزايد الذي حظي به محرز وقتها من طرف عمالقة الأندية في القارة العجوز، طلبت إدارة ليستر من نجمها تمديد عقده 4 سنوات إضافية أي إلى عام 2020، مقابل السماح له بالرحيل في حال تلقيه عرضا جديا مناسبا من الناحية المالية، وبالفعل وافق اللاعب على ذلك، لكن أمنيته لم تتحقق في الصيف الماضي عندما تلقى عرضا رسميا من روما بلغ حدود الـ35 مليون جنيه استرليني، لكن إدارة "الثعالب" رفضت بيعه، قبل أن "يتمرد" اللاعب ويحاول الرحيل بشتى الطرق، لكن دون جدوى، وتكرر الأمر نفسه في الشتاء الحالي، حيث ارتبط اسمه بعدة نواد، منها ليفربول، تشلسي، أرسنال، ومانشستر يونايتد وتوتنهام، وأخيرا مان سيتي الذي قدم عرضا فاق الـ60 مليون استرليني، لكن الجواب كان بالرفض من طرف إدارة ليستر التي طلبت مبلغ 95 مليونا.
2-إصرار كلود بويل
سبب آخر كان عاملا مباشرا في إجهاض حلم انتقال محرز إلى مان سيتي، وهو إصرار المدير الفني للفريق، الفرنسي كلود بويل على الإبقاء عليه في الفريق، وتقمص بويل دور محرز في الرد على كل الأسئلة المتعلقة بمستقبل اللاعب، خلال لقاءاته مع الصحافيين، حيث كثيرا ما ردد"محرز سعيد في ليستر، ويريد البقاء، هو مركّز تماما على مشوار الفريق في الدوري ولا يأبه بالشائعات"، وهي تصريحات ساهمت في إبعاد بعض الأندية المهتمة بضم اللاعب، كما كان بقاء محرز في ليستر إلى غاية نهاية الموسم الكروي الحالي على الأقل، أحد الشروط التي فرضها المدير الفني الفرنسي على إدارة "الثعالب" قبل قبول المهمة، بعد رحيل سلفه كريغ شكسبير، وردت إدارة ليستر "جميل" بويل، عندما حققت رغبته بالإبقاء على اللاعب داخل قلعة "كينغ باور".
3-عدم ثبات المستوى
أحد الأسباب التي أدت إلى عدم انتقال محرز خارج ليستر، وتردد الأندية عن التهافت عليه، هو المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي، حيث لم يتمكن رياض من الحفاظ على مستواه وتألقه لموسمين متتاليين، ما أدى إلى تحوله إلى "لاعب الموسم الواحد" وصعّب من مأمورية الأندية في دفع مبلغ كبير من المال للتعاقد معه.
4-الخيار الثاني
ساهمت أيضا صفة "الخيار الثاني" التي التصقت باللاعب رياض محرز، في عدم مغادرته ليستر سيتي، رغم بعض المحاولات التي قامت بها بعض الأندية، واللاعب ذاته، والحقيقة أن محرز لم يكن أبدا الخيار الأول للأندية التي ربطتها وسائل الإعلام باللاعب، على غرار أرسنال الذي كان يستهدف بعض اللاعبين مثل ليمار لاعب موناكو، ومختاريان لاعب مان يونايتد والغابوني أوبميانغ، واضعا محرز خيارا ثانويا، قبل أن يتمكن من حسم صفقتي مختاريان وأوبميانغ، كما لم يضع تشلسي، اسم محرز كخيار أول للتعاقد معه ووجه بوصلته نحو لاعبين آخرين على غرار ثنائي نادي روما الإيطالي إدين دزيكو وإيمرسون بالميري، حيث انضم الثاني إلى الفريق مؤخرا، فضلا عن مانشستر يونايتد الذي استهدف التشيلي ألكسيس سانشيز قبل أن يضمه إلى صفوفه مؤخرا، وحتى مان سيتي، لم يكن يضع محرز أولوية، بعدما قام باستقدام المدافع إيمريك لابورت من أتلتيك بلباو، وكان عرضه لمحرز متأخرا جدا.
5-تمديد محرز لعقده "مبكرا"
كما تسبب تمديد محرز لعقده مع ليستر سيتي في وقت "مبكر"، في عرقلة خروجه من الفريق في فترتي انتقالات متتاليتين، وخلال موسم أسطوري (2015/2016) سجل محرز وصنع الكثير من الأهداف، وشكّل ثنائيا قويا مع زميله جيمي فاردي، كما نال اللاعب العربي كل الألقاب الفردية الممكنة في موسم ستخلده ذاكرته الكروية، فأصبح أول لاعب عربي يتوج بجائزة الأفضل في الدوري الإنكليزي، ونال لقب أفضل لاعب أفريقي الذي تمنحه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وجائزة الأفضل في أفريقيا التي يقدمها الاتحاد الأفريقي للعبة فضلا عن لقب أفضل لاعب عربي ومغاربي في ذلك العام.
ويبدو أن اللاعب أخطأ بتمديد عقده وتلبية رغبة إدارة فريقه التي خذلته، حيث كان قادرا على تفادي مثل هذا السيناريو، لو رفض تجديد التعاقد حتى يسهل من مهمة رحيله إلى فريق آخر.
6-وكيل أعمال "مغمور"
سبب مهم ساهم في تبخّر حلم محرز في الاحتراف في فريق كبير، وهو تعاقده مع وكيل أعمال "مغمور" في هذا المجال، وهو كمال بن غوغام فرنسي الجنسية، ذو الأصول الجزائرية، حيث فشل الأخير في تسيير مشوار موكله بحكمة وحزم، بعد قبوله تجديد التعاقد مع ليستر صيف العام 2016، وتسبب نقص خبرة بن غوغام، وعدم امتلاكه لشبكة قوية من العلاقات على مستوى الأندية الأوروبية، في "فضيحة" في الصيف الماضي، عندما رافق محرز منذ مغادرته معسكر المنتخب الجزائري في آخر يوم من الانتقالات الصيفية، حيث دفعه لـ"ليّ ذراع" إدارة ليستر والإصرار على مغادرة اللاعب إلى فريق آخر، وتحول الأمر إلى سخرية وسط الإعلام الإنكليزي ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتشار أخبار تواجد محرز في أكثر من مطار أوروبي قصد تجسيد صفقة كانت تبدو مستحيلة وهي انضمام اللاعب إلى برشلونة الإسباني، أو مانشستر يونايتد الإنكليزي، لينتهي الأمر ببقاء اللاعب مرغما مع فريقه، قبل أن يتكرر الأمر نفسه في فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
7-الجنسية الجزائرية
غالبا ما تلعب جنسية اللاعبين دورا مهما في انتقالهم إلى أكبر الأندية، ويبدو أن جنسية محرز الجزائرية، حرمته من تحقيق حلمه باللعب لأكبر النوادي، بشهادة اللاعب نفسه حيث قال في تصريحات سابقة لمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية بعد تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي وجائزة أحسن لاعب في البريمييرليغ صيف العام 2016، ردا على سؤال متعلق بـ "كيف سيكون الأمر بالنسبة له لو كان لاعبا من جنسية برازيلية بعد تألقه ذلك الموسم"، وقال: "لو تعلق الأمر بلاعب برازيلي، ستجده في ريال مدريد حتى دون أن تشعر"، مضيفا "لكن الأمر مختلف وصعب بالنسبة لنا، علينا التعامل مع هذا الوضع ومضاعفة الجهد"، ولم يكن هذا رأي محرز فقط، حيث شاطره الرأي أيضا اللاعب الدولي الجزائري السابق، جمال عبدون، الذي قال في تصريحات سابقة بشأن محرز "لو كان برازيليا واسمه "محرزينيو" للعب بسهولة في برشلونة أو ريال مدريد"، كما أيد النجم الجزائري لنادي غلطة سراي التركي، سفيان فيغولي مواطنيه حيث اعترف في تصريحات سابقة بأن جنسية اللاعب تلعب دورا كبيرا في تحديد مستقبله.