وقام المتطوعون الستون بترجمة مشاهداتهم ومحاكاتهم لبعض القضايا المعيشية، كقضية المزارعين والصيادين ومعالم القطاع السياحية وشركة توزيع الكهرباء والمجال الحقوقي على مدار 12 يوماً، وذلك ضمن برنامج التجمع الشبابي "يجمعنا السؤال"، تضمن قصصاً وروايات أدبية ورسومات فنية وأغاني موسيقية وغيرها.
وخاض الشباب سلسلة من التدريبات والورش التطبيقية، وتم جمعهم مع أصحاب القرار وتحدّثوا عن تفاصيل معمقة حول مجمل المشاكل وشرحوها بطريقة الباب المفتوح أمام المسؤولين وأصحاب القرار.
وقال ماهر داود، منسق المشروع لـ"العربي الجديد"، إنّ الإبداعات الشبابية تطرقت إلى شح الموارد وتدنّي قدرة الجهات المقدمة للخدمات في تلبية احتياجات المواطنين المتزايدة، وقلة فرص التشغيل وغياب الوصول إلى الجهات المسؤولة وفقدان الثقة في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
ويأتي المشروع ضمن فعاليات "التعلم المجتمعي" الذي ينفّذه المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، بتمويل من مؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية، وفق داود، الذي يشير إلى أن الفريق أنتج عدة مواد من خلال سلسلة ورش ركزت على الانتهاكات التي تعرّض لها المجتمع الفلسطيني من جراء الحصار المفروض على قطاع غزة.
من ناحيته، يشير حسام شحادة، مدير المركز الثقافي، إلى أنّ مشروع التعلم جاء من أجل فتح حوار ونقاش مجتمعي حول سبل مناهضة آثار الحصار وطرق وآليات تفعيل الطاقات والقوى المجتمعية المختلفة أفراداً ونقابات ومؤسسات أهلية وحكومية، من أجل تنظيم الجهود لدعم صمود الناس في ظل هذا الحصار.
ويبينّ شحادة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الهدف الأساس من التجمع الشبابي هو دفع الشباب للمطالبة بحقوقهم، وتمليكهم أدوات الدفاع بشكل قانوني، بما يضمن لهم حياة كريمة داخل وطنهم، ومن أجل صناعة قادة مجتمعيين من الشباب، ليكونوا قادرين على إحداث تغيير إيجابي لصالح مجتمعاتهم، والدفاع عن قضاياهم بشكل إبداعي.
وشاركت الفنانة التشكيلية عطاف النجيلي (27 عاماً) في التجمع، ووظفت إبداعها في رسم معاناة الصيادين في شرح المراكب وخروج الصيادين وتدمير شباكهم ومعداتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعدم توفر الحماية لهم.
ولفتت النجيلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ مشاركتها ضمن التجمع ساعدها في المعايشة الحقيقية وملامسة المشاكل الحياتية والعمل على ترجمتها بطرق فنية عدة، ومن أبرزها الرسم.
وتوضح أنّ تجربتها نمّت موهبتها ودفعتها إلى الوقوف أمام مسؤولياتها المجتمعية في إيصال معاناة شعبها لكل العالم عبر الرسم.
واستطاعت النجيلي، برفقة زملائها، زيارة العديد من الأماكن، حيث قامت برسم تل أم عامر الأثري والذي يحتضن التراث القديم، مؤكدةً أنّهم يسعون إلى إثبات حقهم في الوجود عبر الريشة والقلم ومحاربة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من سرقة للتراث الفلسطيني وتوضيح ذلك للعالم.