ويتحمل أهالي دارة عزة أعباء تفوق إمكانياتهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية اليومية في شهر رمضان، وقال الناشط ثائر عبيد، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي يحصلون على مياه الشرب عبر الصهاريج الخاصة مرتفعة التكلفة، ويكفي الصهريج العائلة شهرا، وهناك عائلات تحتاج أكثر من صهريج في الشهر، ويحصلون على الكهرباء عبر الاشتراك بالمولدات الخاصة، والأسعار أيضا مرتفعة مقارنة بالواقع الاقتصادي المتردي".
ولفت عبيد إلى أن "فرص العمل غير متوفرة، ما يزيد الضغوط المعيشية والنفسية، والبعض يعيش بما يصله من معونات، وآخرون يعيلون أسرهم بما يتوفر من أعمال يومية غير مستقرة، إضافة إلى قلة تعمل في التجارة، أو نقل الماء، وبيع الكهرباء".
وبدأ الوضع الصحي يتحسن منذ استأنف مشفى الكنانة عمله، كما بدأ العمل في مشفى الفردوس بشكل جزئي حسب مديره حسان عبيد، والذي قال لـ"العربي الجديد"، إنه "بدأ تفعيل مشفى الكنانة بالكامل، في حين تم تفعيل قسم غسيل الكلى في مشفى الفردوس، ويجري العمل على صيانة قسمي النسائية والأطفال".
وأكد أنه "لم يتم تسجيل أية إصابة بفيروس كورونا في المدينة، لكن إن وصل الوباء إلى المناطق المحررة فسيكون الوضع كارثيا. إلى اليوم، لم يُعتمد مركز مخصص لمعالجة مصابي كورونا، وعدد أجهزة التنفس المتاحة أربعة للكبار وأربعة للأطفال، فضلا عن نقص الكوادر الطبية ومعدات وتجهيزات الوقاية الشخصية".
بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في دارة عزة، يحيى حشيشو، لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار المازوت ينعكس على أسعار الخبز والمياه والكهرباء والمواد الغذائية والخضروات، موضحا أن "واقع الرعاية الصحية متدن، ولا يتوفر سوى بعض الأدوية في الصيدليات، وأسعارها مرتفعة".
وأضاف حشيشو أن المدينة "تحتاج لدعم في قطاعات المياه والكهرباء، والخبز، ومشروع النظافة والصرف الصحي، كما تحتاج دعما لإعادة تأهيل الطرق التي تضررت خلال القصف، ونأمل أن تفي المنظمات الإنسانية بتعهداتها الخاصة بتأمين الدعم. إحدى المنظمات وزعت طيلة شهرين سلال غذائية، لكنها لم توزع شيئا خلال الشهر الحالي بسبب خلافات حول آلية التوزيع، وما يصل من مساعدات يستهدف عددا محدودا من العائلات".
وبيّن أنه "تم تعليق دوام المدارس ضمن الإجراءات الوقائية، وخصصت في مشفى الكنانة غرفة تعقيم، وهناك منظمة تبحث عن مكان مناسب لفتح مركز عزل، لكن المدينة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام، إذ يعيش بها اليوم أكثر من 60 ألف شخص من أصل أكثر من 80 ألفا كانوا يعيشون فيها قبل عملية النزوح الأخيرة".