يدخل الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد الإسباني الدربي المحلي مع جاره الريال، وهو يعاني من ترنح واضح في أداء معظم لاعبيه، ما أثر على نتائج الفريق، وكان آخرها السقوط أمام بنفيكا البرتغالي الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وبالرغم من أن أتلتيكو كان "كابوس" الريال طوال الموسم الماضي، بعدما أطاح به من كأس ملك إسبانيا، وفاز عليه برباعية مهينة في الدوري المحلي، إلا أن وسائل الإعلام الإسبانية ترى أن النادي الملكي هو الأقرب لحصد الفوز في "الدربي"، وذلك على أثر معاناة فريق "الكولتشونيروس" في الوصول إلى قمة مستواه بالرغم من التعاقدات الكبيرة التي أجراها في موسم الانتقالات الصيفية.
وأعاد موقع "كونفدنسيال" أزمة أتلتيكو إلى خمسة أسباب قادت الفريق إلى السقوط في أكثر من اختبار قبل مواجهة الميرينغي في قمة الجولة السابعة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
فقدان التوازن
لم يجر سيميوني خلال المواسم الماضية تغييرات "ثورية" على خطة أتلتيكو مدريد، خاصة بعدما وجد توازنا وتفاهما كبيرين بين نجوم فريقه، وهو ما ظهر في نسق استحواذ اللاعبين على الكرة والتحرك في المساحات والارتداد للدفاع في لحظات الهجوم المعاكس، إلا أن الفريق فقد كل ذلك في الموسم الجاري.
ويعاني الفريق بوضوح على الصعيد الدفاعي، وهو ما لم يحدث بهذا الشكل طوال المواسم الماضية، وعلى الصعيد الآخر يعاني الفريق الأمرّين للتحضير وصناعة فرص لإحراز الأهداف، وهي المهمة التي غالبا ما يتولاها نجم الفريق الحالي، الفرنسي أنطوان غريزمان.
أزمة دفاعية
وبالتعمق في مشكلة الفريق الدفاعية، نجد أن الفريق لا يقدم الأداء المنتظر، ومع زيادة الفرص على مرماهم زادت الأهداف التي يتلقاها الفريق، وتحول أتلتيكو من الأقوى على صعيد الضربات الثابتة دفاعا وهجوما، إلى فريق يصعب عليه التصدي للهجمات المرتدة، ويعاني أمام الكرات الثابتة، وتعاني أجنابه أمام أي جناح مهاري أو سريع.
نظام المداورة بمركز رأس الحربة
تميز فريق أتلتيكو مدريد في السنوات الأخيرة بمستوى المهاجمين، وبالأخص رأس الحربة الذي يعتمد عليه دييغو سيميوني، وفي كثير من الأحيان كان لديه لاعبين يستطيع الاعتماد عليهما في هذا المركز، ولكن على العكس هذا العام يعاني الفريق بسبب مستوى الإسباني فيرناندو توريس والكولومبي جاكسون مارتينيز، الذي توقع الجميع أن يكون نجم الموسم الجديد في الدوري الإسباني.
قرر "التشولو" انتهاج نظام المداورة بين اللاعبين من أجل تحفيزهما، وحتى لم يعتمد على أحدهما في مباراة كاملة، وكان الاستثناء في لقاء بنفيكا القاري الأخير، ويبدو أن نظام المدرب الأرجنتيني يؤثر على المهاجمين بالسلب، حيث لم يحرز توريس سوى هدفين بينما أحرز الكولومبي هدفا وحيدا، ويبدو أن عدم الاستمرارية سينال من ثقة النجمين في حالة عدم تدخل فني.
صفقات لا تقدم المنتظر
أجرى "الروخي بلانكوس" 6 تعاقدات في موسم الانتقالات الصيفية الماضية، ولم يظهر حتى الآن أي لاعب بالشكل المنتظر، فلم يقدم العائد فيليبي لويس الأداء الذي كان يبهر عشاق الفريق قبل رحيله إلى تشلسي الإنجليزي، ولم يخض المدافع ستيفان سافيتش إلا مباراة واحدة، ذلك بالإضافة إلى كاراسكو ولوسيانو فييتو الغائبين عن تشكيلة سيميوني الدائمة، وذلك بالإضافة إلى مارتينيز الذي يشارك بشكل كبير ولا يقدم الإضافة الهجومية المنتظرة.
إنهاك غريزمان
لا شك أن غريزمان هو اللاعب الأفضل ومصدر الخطورة الأكبر في أتلتيكو خلال الموسم الجاري، ولكن الإنهاك بدأ في النيل من اللاعب، وهو ما تسبب في عدم إكماله لمباراة الفريق الأخيرة أمام بنفيكا، وقد يتكرر ذلك في دربي مدريد، خاصة مع عدم رغبة المدرب الأرجنتيني في المخاطرة بعدم إشراك اللاعب من البداية؛ فهداف الفريق وصانع أهدافه سيكون صاحب المهمة الأكبر في هز شباك "الميرينغي"، إلا أن ذلك سيؤثر عليه مع تراكم المباريات، وقد يفقده الفريق لفترة أطول.
غياب كوكي
يواصل المدرب الأرجنتيني البحث عن البديل المناسب لتعويض غياب كوكي عن صفوف الفريق، وهي الأحجية التي فشل في حلها خلال المباريات الماضية، بعدما اعتمد على سرعة فيريرا كاراسكو أمام خيافي بالدوري، والذي لم يقدم المستوى المنتظر، ليدفع بساؤول نيغيز أمام فياريال ولكنه قدم أداء متواضعا، ولم يعط الإضافة المنتظرة للفريق، وواصل بعدها تغييراته أمام بنفيكا، ولكنه تلقى هزيمة جديدة.
وسيكون الدربي هو الاختبار الأقسى لأتلتيكو من أجل الوقوف على مستوى الفريق، وحظوظه في مواصلة المنافسة المبكرة على لقب الدوري الإسباني، خاصة أن الريال سيدخل اللقاء "لتصفية حسابات" الموسم الماضي أمام جاره اللدود.