5 أفلام قصيرة في مهرجان بيروت: مآزق الراهن

02 أكتوبر 2017
من "أندريا" لإدوين حرب قادري (الملف الصحافي للمهرجان)
+ الخط -
تشارك 5 أفلام قصيرة لبنانية، في المسابقة الرسمية الخاصّة بهذا النوع السينمائي، في الدورة الـ 17 (4 ـ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) لـ"مهرجان بيروت الدولي للسينما"، أولها "أندريا" لإدوين حرب قادري: رجلٌ يفقد زوجته في حادث سير، أثناء تحدّثه معها عبر الهاتف. بعد وقتٍ، يلتقي من تسبّب بهذا الدمار في حياته. وإذْ يعتبر قادري أن فيلمه هذا يحاول رسم ملامح "الانتقام" الفردي، بشكلٍ أو بآخر، إلاّ أن الشخصية الرئيسية تمتلك "وعياً أخلاقياً" يبدو أن العمل يركّز عليه أيضاً. فغبريال (الرجل الفاقد زوجته) موصوفٌ بكونه غاضباً، وغضبه ينصبّ على الحياة وعلى "قاتل" زوجته، وربما على زوجته أيضاً، "لكنه سيجد نفسه أمام سؤال المسامحة"، كما يقول قادري.
يؤدّي برونتس جودوروفسكي (ابن المخرج أليخاندرو جودوروفسكي) الدور الأساسي، في قصة حقيقية، يعيش قادري تفاصيلها، إذْ يفقد صديقته في حادث سير في بيروت قبل أعوام عديدة: "أندريا الحقيقيّة توفيّت قبل 9 أعوام. كنّا معاً في سيّارة كانت تقودها. استلزم الأمر هذا الوقت كلّه كي أحوّل المأساة ومشاعر الكآبة التي عشتها إلى فيلم. لم أشأ أن يكون وثائقياً عن أندريا أو عن حياتي، بل قولبت الأحاسيس المتراكمة مع الوقت في قصّة سينمائية. بعد هذا الوقت كلّه، تمكّنت من أخذ مسافة من وجعي، ونظرت إلى الأمور بعين مخرج لا بعين إنسان".

هناك أيضاً "ونمضي" لغنى ضو: واقع معظم الشبان والشابات المرتبطين بعلاقات حبّ، ويعتزمون الزواج. وأيضاً واقع معظم النساء والرجال المسنّين، الذين لم يُرزَقوا بأولاد، ويعيشون شيخوختهم من دون ضمان شيخوخة. هذا كلّه من خلال قصة الخطيبين نايلة وفراس، اللذين يزوران منزل وفاء (القديم، ذو الطابع التراثي)، بهدف شرائه والعيش فيه. ووفاء أرملة عجوز، تقيم في المنزل الذي بنته مع زوجها قبل أكثر من 50 عاماً، من دون أولاد.
أما "شحن" لكريم الرحباني، فيروي معاناة ولد نازح مع جدّه من سورية إلى لبنان، هرباً من الحرب السورية. كتب المخرج الشاب فيلمه هذا مع والده غدي الرحباني، واختار "شحن" عنواناً له "لأنّ السوريين أصبحوا يُشحنون إلى لبنان، كأنّهم بضاعة تُنقل من مكان إلى آخر". والقصّة عن جدٍ وحفيده يهربان من سورية بواسطة شاحنة تتركهما، مع أمتعتهما القليلة، في إحدى بلدات البقاع، فيتوهان فيها، إلى أنْ تأتي ممثّلة تقلّهما معها وتسكنهما في منزل لها في بيروت. يضطر الولد للتسوّل لتأمين الدواء لجَده المصاب بـ"ألزهايمر".

إلى ذلك، يحكي Appel En Absence لكريستي وهيبة قصّة امرأة عجوز تفقد زوجها، ثم تصلها هديّة (هاتف خلوي) من ابنتها، فيتغير مجرى حياتها، وتشعر بفضله بأنّها عادت صبيّة. عندما تتلقى اتصالاً من حبٍّ قديم، يزداد تعلّقها بهذا الهاتف، إلى أن يُدمِّرها لاحقاً.

أما "لأيمتى؟" لمجد فيّاض، فيثير مساهمة النظام التعليمي اللبناني ـ المليء بمواد غير مفيدة، يتطلب درسها وقتاً كثيراً ـ في قتل هوايات الطلاب اللبنانيين وأحلامهم.


المساهمون