كشفت مصالح الدفاع المدني الجزائري عن مقتل 46 شخصاً بسبب تسرب الغاز، واستنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون المترسب من المدافئ وسخّانات المياه في البيوت والتجمّعات السكنية الكبرى، في حصيلة سجلتها عبر عدة مدن جزائرية خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري.
وقضت امرأة في السادسة والعشرين من عمرها، ورضيعها البالغ من العمر أربعة أشهر، اختناقا بالغاز المنبعث من المدفأة بمنزلهما العائلي في منطقة تبسة أقصى شرقي الجزائر، في سياق سلسلة حوادث مماثلة. كما أنقذت وحدة من الدفاع المدني خمسة أشخاص من الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون داخل ثلاثة منازل في نفس المنطقة، في الآونة الأخيرة.
وفي منطقة عين الحجر بولاية سطيف شرقي الجزائر قضى ثلاثة من أفراد عائلة واحدة داخل المنزل بسبب تسرب للغاز من فرن كانوا يستعملونه للطهي. وفي منطقة الحراش في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية أصيب 10 أشخاص باختناق بسبب الغاز داخل حمام، ونجحت فرق الدفاع المدني في إنقاذهم.
ودقت مديرية الدفاع المدني اليوم الأربعاء ناقوس الخطر، داعية المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر بسبب الموت "المفاجئ" خلال استعمال مختلف الوسائل التي تعمل بواسطة الغاز، لافتة إلى إنقاذ عناصرها أزيد من 440 شخصا تعرضوا لاختناقات بالغاز من بداية الشهر يناير الجاري. كما دعت إلى تكاتف كل الجهات المعنية لتفعيل نظام التوعية العاجلة على مستوى البلديات عبر الولايات الجزائرية الـ 48 وفي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وزاد الاستعمال اليومي والمستمر للغاز ووسائل التدفئة في فصل الشتاء، تزامناً مع موجة البرد والثلوج التي تساقطت خلال الأيام الأخيرة، من حالات الوفيات، في حين وَجهت نتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها مصالح الدفاع المدني أصابع الاتهام إلى "عدم جودة المدافئ المستعملة في البيوت، وعدم مطابقتها لمعايير السلامة، إضافة إلى عمليات تركيب وسائل التدفئة في البيوت بـ"طريقة عشوائية" لا تراعي شروط السلامة، ما يؤدي إلى الاختناق العائلات ليلا.
وذكر متخصصون في مجال التّلحيم أنّ عملية تركيب هذه الوسائل تحتاج إلى تركيب صمامات أمان لا تسمح بتسرُّب الغاز أولا، علاوة على ضرورة وضع قطعة تمتص الغازات المحروقة ثانيا، وهي قطعة مكلفة من حيث الثمن، وليست في متناول كل الأسر الجزائرية، إذ يقدّر سعرها بنحو 70 ألف دينار جزائري، وهو ما يعادل 320 يورو، إلا أنها تباع في الأسواق بأثمان منخفضة وهو ما يفسّر عدم جودتها، ولذلك تُشكّل خطورة كبرى على الإنسان، ولا تضمن السلامة في البيوت وبخاصة مع انخفاض درجات الحرارة في المناطق الداخلية.
وتحث السلطات الجزائرية العائلات على إجراء عمليات صيانة دورية لوسائل التدفئة والغاز وتغيير صمامات الأمان، حفاظاً على حياة أفرادها وسلامتهم، وكذا اللجوء إلى المتخصصين في المجال.